الجزيرة - حازم الشرقاوي
كشفت شركة مالية عالمية تمارس نشاطاً في السوق السعودي أنها طرحت صندوقاً قيمته 4 مليارات دولار للدخول في استثمارات خاصة في المنطقة ستُخصص منه أعلى نسبة للسعودية.. مشيرة إلى أنها سبق وأن استثمرت في شركة ناس للطيران وخرجت منها العام الماضي بأرباح نسبتها 52%.
وأوضح عارف نقفي الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتل بمناسبة تدشين فرعها الأول في المملكة أمس أن الشركة تستهدف الاستثمار في الشركات القائمة في المملكة.. وقال إن السوق السعودية من أكبر أسواق المنطقة.. ومن المتوقع أن تشهد نمواً يتراوح ما بين 6% - 10% مع انتهاء الأزمة المالية العالمية، مشيراً إلى أن هذه الازمة ولّدت مناخاً استثمارياً جيداً بالنسبة لشركة شعاع كابيتل، وألمح إلى أن أسباب خروج الشركة باستثماراتها من شركة ناس يعود إلى العائد الاستثماري الجيد الذي حصلت عليه ورغبة المستثمر الجديد في الاستثمار في قطاع الطيران الذي يُعد من الاستثمارات طويلة الأجل.
وذكر أن الشركة ضخت 1.6 مليار دولار العام الماضي في استثمارات بعدد من مدن المملكة.. وأوضح أن (أبراج كابيتل) جمعت حوالي 7 مليارات دولار أمريكي منذ انطلاقتها في 2002، مع استعانتها بفريق عمل متخصص في عمليات الاستثمار، وذلك بهدف الاستفادة من الفرص المتنامية التي يوفرها الاقتصاد السعودي، أكبر اقتصاد عربي.
من جهته قال عمرو الدباغ، محافظ هيئة الاستثمار والتي منحت الترخيص لشركة (أبراج العربية السعودية المحدودة): (توفر المملكة فرصاً كبيرة للاستثمار، انطلاقاً من كونها أكبر اقتصاد عربي ومركز الطاقة الرئيس في العالم).
وأضاف: (في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد المزيد من التنافسية، صنّف البنك الدولي المملكة في المرتبة الأولى عربياً لناحية (سهولة ممارسة الأعمال)، حيث تشهد العديد من القطاعات الاقتصادية فيها تفوق الطلب على العرض، بالتزامن مع الوضع المالي المتين للمملكة)، وذكر: لقد صنّف البنك الدولي العام الماضي المملكة في المرتبة الـ 16 في العالم لناحية (سهولة ممارسة الأعمال)، متقدمة بثمانية مراكز عن العام 2007.. واعتمد هذا الترتيب الذي شمل اقتصاديات 181 دولة، على العديد من المعايير مثل سهولة بدء الأعمال، والتعامل مع تراخيص البناء وحماية المستثمرين.
وقال عارف نقفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (أبراج كابيتال): (تُعتبر فرص الاستثمار في المملكة كبيرة جداً، وذلك نظراً للمكانة التي تتمتع بها المملكة من جهة، والنجاح الذي حققته بتحييد اقتصادها بشكل نسبي عن التباطؤ الذي يشهده الاقتصاد العالمي من جهة أخرى.. وقد شهد الطلب تزايداً بالنسبة إلى العرض غير الكافي في العديد من القطاعات كالنقل، واللوجستيات، والغذاء، والرعاية الصحية أو التعليم.. وتأتي هذه الزيادة في العرض مدفوعة بالنمو السكاني والسياسات الحكومية الجديدة التي تشجع استثمار القطاع الخاص).
وتُعتبر (أبراج كابيتال) التي وزعت في العام الماضي 1.6 مليار دولار أمريكي على مستثمريها، من الشركات المعروفة في المملكة حيث يرأس مجلس إدارتها عبد الرحمن علي التركي صاحب (مجموعة عبد الرحمن التركي).. كما عمل المديرون التنفيذيون لمجموعة (أبراج كابيتال) في المملكة منذ التسعينيات، حيث اشترى المستثمرون السعوديون في الشركة حصة في الشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس)، في 2005م، مما ساعدها على الحصول على أول رخصة لشركة طيران خاصة في المملكة.. كما قام هؤلاء المستثمرون ببيع حصتهم هذه في العام الماضي، محققين معدل عائد داخلي بلغ 52%.
ومن جهته قال المصرفي سري عنبتاوي: (يُشكِّل المستثمرون السعوديون نسبة كبيرة من مستثمري شركة (أبراج كابيتال)، حيث يتميز هؤلاء بوفائهم وولائهم منذ فترة طويلة للشركة التي تبادلهم بدورها هذا الوفاء وتمتلك (أبراج كابيتال) من خلال صناديقها الاستثمارية، حصصاً في أكثر من 25 شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
وأضاف نقفي: أحد أولوياتنا الرئيسة هي مساعدة شركائنا من الشركات، مثل (تداوي) و(البرج)، على التوسع في بلدانهم وفي مختلف أنحاء المنطقة، والاستفادة من فرص التعاون وأوجه التشابه الثقافي والديموغرافي العديدة.
كما نقدم لشركائنا التوجيهات الإستراتيجية، والخبرات التشغيلية، بالإضافة إلى شبكة علاقات إقليمية في مجال الأعمال، مما يعزز قيمة هذه الشركات على المدى الطويل.