أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة الواشنطن بوست بالتعاون مع شبكة أخبار ABC أن (المحافظين) الأمريكيين يرون أن هناك مبالغة في سياسة أوباما تجاه تطوير العلاقات الأمريكية - الإسلامية (ستة من كل عشرة) يرون ذلك بينما تقل هذه النسبة بين الديمقراطيين الليبراليين والمستقلين (أربعة من كل عشرة)!
والأغلبية الأمريكية ترى أن أوباما يسير في الطريق الصحيح!
** الغلاة في كل بلد وجورج بوش وسياسته المتطرفة في العراق وفلسطين وأفغانستان، ما زال ثمة من يريد لها أن تعود ويسعى (المحافظون) الأمريكيون لتغيير مسار أوباما والتأثير عليه عبر محاولات متعددة تستعيد فيها الذاكرة الأمريكية أحداث الحادي عشر من سبتمبر!
** وفي المقابل أجرى مركز بوركينجز استطلاعا عن نسبة الرضا عن سياسة أمريكا الجديدة شمل دولا عربية رئيسة (السعودية، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، الإمارات) وأظهرت النتائج نسبة رضا تصل إلى 45%! لا شك أن هذه النسبة تحفز أوباما للمضي في سياسته المعتدلة مع العرب.
** تغيب عن مشهدنا الإعلامي مراكز استطلاع الرأي الموثوق بها ولا يميل مسؤولونا إلى الاهتمام بالرأي العام وخطوطه البيانية التي تمثل قاعدة هامة تنطلق منها الدول المتقدمة في رسم سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
** (الجمهور) ليس ذا قيمة كبرى في ثقافتنا الإدارية لذا تظهر لدينا قياسات رأي غريبة مؤدلجة تخدم اتجاهات على حساب أخرى ودون أن تبدو النزاهة فيها عالية حيث تعتمد على انتقائية الفئة المستهدفة بالاستطلاع وتكون محسومة النتائج سلفاً..
** لدينا استطلاعات رأي عن قيادة المرأة للسيارة وأنها ترفضها بالمطلق، ولدينا استطلاعات رأي عن عمل المرأة وأنها تفضل المنزل على الخروج منه..
ولدينا استطلاع رأي عن رضا المرأة عن زواج المسيار والزوجة الثانية التي هي خير من العنوسة!!
** كل استطلاعات الرأي التي اشتهرت جدا في الإعلام هي استطلاعات تخدم وجود الرجل وبقاء هيمنته على الحياة وتمتعه بكل أوقاتها في داخل البيت أو خارجه، هذا بالتأكيد على حساب المرأة، ويغيب غيرها عن قنوات التأثر والتأثير فضلا عن الضوء الإعلامي الذي لا يحفل بها!
** أدعو إلى تفعيل مراكز استطلاع الرأي ولعل مجلس الشورى يؤسس لمركز وطني لاستطلاع الرأي يكون عونا لصناع القرار وولاة الأمر في تطوير مناحي الحياة المختلفة وإفادة الباحثين والباحثات وتوجيه جهدهم إلى الزوايا الهامة التي يضيئها مؤشر اتجاهات الرأي العام.
Fatemh2007@hotmail.com