من شاهد قبل أيام الفوضى ومنظر الاعتداءات والخروج عن أبسط مبادئ الروح الرياضية والمنافسة الشريفة في نهائي البطولة العربية بين فريقي الترجي التونسي والوداد المغربي، سيتأكد أنّ رياضتنا العربية ستظل جزءاً لا يتجزأ من عموم خلافاتنا ومشاكلنا وثقافتنا العربية، ويصعب عزلها والابتعاد بها وبمنافساتها وبرامجها وأجوائها عن محيطها السياسي وموروثها الثقافي مهما بلغت التضحيات ومحاولات إصلاح ما أفسده التاريخ والجغرافيا والحدود والحروب..

ما يهمنا كسعوديين في هذا الجانب هو أن نعيد التفكير في حساباتنا ومواقفنا تجاه الاتحاد العربي، هل هنالك تقدير وتثمين وفائدة واحترام لدعمنا وجهودنا على مدى أكثر من ثلاثين عاماً مضت؟! أليست رياضتنا السعودية أحق وأهم؟! هل قوبل عطاء وبذل وتفاني أمير الشباب والرياضة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز بشيء مما قدمه وتحمّس من أجله؟!

في تقديري أننا في هذا الوقت وقبل عام من انتخابات الاتحاد العربي سنكون أمام فرصة مناسبة لمعرفة أنه لم يضف لنا شيئاً يجعلنا نتمسك به..

الكنز خالد

في زحمة الصراعات المتنامية والملاسنات المزعجة في الوسط الرياضي، كان الأمير العقلاني والرمز الراقي وابن الملك الخلوق المتواضع خالد بن عبد الله بن عبد العزيز يعمل لناديه وعشقه الأهلي بهدوء جميل وصمت فاعل، ويرسم للمستقبل بحب حقيقي وإيثار نادر مشروعاً عملاقاً وصرحاً شامخاً هو أجمل وأفضل وأشهر بطولات الأهلي وأكبر وأهم منجزاته..

مثلما تصنع الدول والمجتمعات المتحضرة حينما تهتم بتعليم المرحلة الابتدائية باعتبارها المنطلق والأساس القوي لأجيال ورجال المستقبل، ها هو الأمير خالد يضع الأهلي في المسار الصحيح والبناء المنتج المتماسك والمفيد للوطن وللكرة السعودية وليس للأهلي وحده.. بإنشائه وتكفله بتشييد مركز الأمير عبد الله الفيصل للناشئين والشباب والذي يوازي وربما يتفوّق على الكثير من مراكز الأندية العالمية بما يحتويه من مبان وملاعب وأجهزة وكوادر وتجهيزات يحق لنا كسعوديين أن نتباهى بها ونفخر بوجودها في أنديتنا..

شكراً لأمير الفكر والبناء خالد بن عبد الله إنجازه الحضاري، وشكراً لسموه الكريم الذي شرفني بالدعوة لحضور حفل الافتتاح، ولمدير المركز الإعلامي الزميل محمد الشيخي متابعته واهتمامه..

خذلوك!

ما كان الهلال بحاجة إلى هذا الخروج الحزين المخجل المهين من (أم صلال) كي يكتشف حقيقته ويفهم واقعه ويعرف بالضبط نقاط ضعفه وأسباب تراجعه.. وما كان الرئيس الرائع والأمير المثقف السخي الوفي والشاعر الإنسان عبد الرحمن بن مساعد يستحق كل هذا الألم والخذلان من أشباه نجوم ومدير مبتدئ ومدرب مجتهد، وأطراف أخرى رسمية وإعلامية تحاربه وتسعى إلى تشويه صورته وتدميره..

هلال ما بعد كوزمين كثرت أمراضه واتضح أنّ الرجل كان يقوم بمهام إدارية ونفسية لا تجيدها إدارة الفريق نفسها، فشكّل غيابه فراغاً كبيراً لم يستطع سامي الجابر أو الحسيني أو لكينز او حتى تدخلات الأمير عبد الرحمن وبعض أعضاء الشرف احتواءه.. كما فقد الفريق الأزرق انضباطيته وانسجامه واستقراره فظهرت العيوب الفردية لعدد من لاعبيه.. وتأكد أنه يحتاج إلى غربلة تستدعي الاستغناء عن أسماء لا تملك الموهبة والقدرة والمستوى لتمثيل فريق بحجم وشهرة وبطولات وتاريخ الهلال..

علاج الهلال يبدأ من فهم وإدراك الأسباب الخفية والمعلنة التي أدت إلى خسارته لثلاث بطولات محلية وخروجه المأساوي المرير من البطولة الآسيوية..

(ابعد عن الجبلين وغني له!)

سألني صديق جبلاوي صميم: لماذا لا تكتبون عن تردي وتدهور الجبلين؟! فأجبته: لأنّ محبيه وجماهيره وأعضاء شرفه معجبهم وضعه أو على الأقل لم نسمع أو نقرأ منهم أي انتقاد أو اجتماع يدل على تذمرهم مما هو عليه الآن.. فهل تريد مني أو من غيري أن نكون جبلاويين أكثر من الجبلاويين أنفسهم أو أن نتدخل في أمور تخصهم ويدركونها أكثر من غيرهم..؟!

بالفعل.. لا أستطيع أن أخوض في قضايا إدارية أو مالية أو فنية أو جماهيرية تتعلّق بالشأن الداخلي الجبلاوي، لكنني ومن واقع قربي وعلاقاتي وصداقاتي مع عموم الجبلاويين ومحبتي واعتزازي بالكثير منهم، وأيضاً اهتمامي ومتابعتي للجبلين العراقة والتاريخ والرجال والشعبية، أرى أنّ وجوده في الدرجة الثانية لا يعكس مستواه الحقيقي ومكانه الطبيعي، ولا يعبِّر بصدق عن حجم إمكاناته وطموح جماهيره، كما أنّ لديه من الأدوات والمواصفات والعقول والطاقات والخبرات ما يفوق بعض فرق دوري المحترفين، وبالتالي استغرب أن يتعامل معه محبوه وأعضاء شرفه بالصمت والابتعاد واللامبالاة.

لا أدافع عن إدارة محمد السيف، أو عن جهة أو أطراف دون أخرى، وإنما أقول إنّ الجبلين بحاجة إلى إعادة ترتيب علاقاته مع نفسه ومختلف فئاته قبل أوراقه الإدارية والمالية والفنية، وإلى تجديد الثقة وتكريس المحبة وتعزيز الحوار الصريح المباشر بين سائر مكوّناته ورجالاته قبل وأهم من المجاملات الشخصية المهلكة والحلول الوقتية والأعذار الموسمية الواهية التي حطمت الجبلين وجعلته حبيس عقدة مزمنة ومعاناة دائمة لدرجة اليأس وحدّ الإحباط..

***

* مشهد الإساءة والاعتداء على حرية ومشاعر ومكانة وقيمة رئيس الشباب خالد البلطان في منصة لقاء الاتحاد كان واضحاً ومع هذا لم يتم التطرّق له والتنديد به وتهويله إعلامياً مثلما حدث في لقاء الشباب أمام الهلال..

* استقالة الزميل خلف ملفي أحد عمالقة الكلمة المهمين والمحترمين خسارة فادحة لجريدة الشرق الأوسط وللصحافة الرياضية السعودية والعربية بوجه عام..

* قياساً بعطائه وأخلاقه وتطوّر مستوياته مع الهلال والمنتخب يستحق النجم أسامة هوساوي أفضل لاعب في الموسم..

* أخطاء التحكيم لا تلغي على الاتحاد جدارته وأحقيته في التأهل لدور الثمانية الآسيوي..

* خرج الاتفاق نتيجة لسوء تقدير إدارته ومدربه لقوة وخبرة وتمرس فريق بختاكور..

* من يقف وراء محاربة وتطفيش الأقلام النزيهة الشريفة..؟!

* غالباً ما ينجح الشباب في تعاقداته لأنه يتعامل مع قاعدته (وجه تعرفه ولا وجه تنكره)..

* من يرى أنّ الهلال لم يسبق له التأهل لمونديال الأندية إما جاهل أو يتجاهل أو لديه مشكلة في ذاكرته..

* تكرار وتزايد حالات الامتعاض والتذمر لأكثر من نجم اتحادي وفي تصريحات واضحة ومباشرة وفي أوقات حرجة، دليل على أنّ هنالك مشاكل خفية وأجواء غير صحية لن يدوم التستر عليها..

* لماذا يثير النصراويون كل هذه الضجة والأخذ والرد والاجتماعات والخلافات مع نادي أبها على اللاعب (عبد الله القرني) طالما أنهم يرون أنه في انتقاله النهائي لا يستحق أكثر من 200 ألف ريال وهو مبلغ تدفعه ببساطة فرق الدرجة الأولى لاستعارة أي لاعب عادي لموسم واحد؟!