أوجد مؤسس هذا الكيان الشامخ جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- تقليداً عربياً أصيلاً لا مثيل له في العالم وهو (الباب المفتوح) وسياسة الباب المفتوح تعني أن يأتي المواطن أياً كان إلى مجلسه - يرحمه الله- ويقابله وجهاً لوجه ثم يفضي إليه بما لديه من شكاوى ومطالب.. وقد سار أبناؤه البررة على نهجه.
وسياسة الباب المفتوح في بلد الخير تشمل الملك وولي عهده وسمو النائب الثاني وكافة المسؤولين في الدولة من قضاة أفاضل ووزراء كرام وقادة عسكريين لأن هذه السياسة تعبير عملي وتطبيق واقعي لروح العلاقة بين المواطن والمسؤول وهي علاقة متميزة تقوم على المحبة المتبادلة والثقة والوفاء حتى أن الدول التي تدعي تطبيق الديمقراطية لم تتمكن من تطبيق سياسة الباب المفتوح وفي كثير من البلدان لا يستطيع الإنسان العادي الوصول إلى أصغر مسؤول في أي جهة حكومية بعكس ما نحن عليه في بلد النماء والعطاء بلد الحرمين وإننا إذ نحمد الله على هذا ونثني عليه لأنه هو المتصرف الوحيد جل شأنه في كل أمور الحياة للكون كله!
لم أستغرب أبداً سياسة الباب المفتوح التي يطبقها ولاة الأمر وكذلك التي طبقها بحذافيرها معالي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام والذي شرّع أبواب مكتبه لاستقبال المراجعين وأصحاب الرأي والفكر والقلم والإعلاميين وأصحاب شركات الإنتاج والمهتمين بالثقافة والأدب والفن.
في يوم السبت 16-5-2009م دخلت إلى مبنى التلفزيون واستخدمت المصعد الموصل إلى الدور الخامس واندهشت حقا عندما وصلت إلى هذا الدور وإذ بمكتب الوزير مشرعاً ولم أنتظر طويلاً حتى جاء معاليه لمقابلتي واصطحابي إلى داخل المكتب بحضور عدد من الوكلاء في الوزارة ودار بينه وبيني حديث يتعلق بالتراث والأصالة وتسخير الشعر ليكون سلاحاً في وجه التطرف والانحراف وأبلغت معاليه بأن التلفزيون أقدم على إيقاف البرامج التي تهتم بالشعر ورد بقوله (هذا غير مقبول على الإطلاق) ثم أبلغ وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون المهندس صالح المغيليث بأن برامج الشعر يجب الاهتمام والعناية الفائقة بها لأنها تحمل رسالة مهمة هدفها خدمة الدين ثم المليك والوطن وخدمة التراث، ودار الحديث حول القنوات الفضائية التي تنقل الشعر هذا الشعر الذي يكرس المفهوم القبلي ويحث على العصبية حيث إن بعض الشعراء يمارس إسقاطات لا تفيد الوطن ثم أوضحت لمعاليه بأن الشعراء بإمكانهم المساهمة عبر البرامج في ترسيخ المفهوم السائد الذي يتسم بالتعقل والموضوعية والبعد عن المبالغات وبالتالي المساهمة في معالجة قضايا المجتمع والدفاع عن الدين والأرض وحث الشباب على التحلي بمكارم الأخلاق خاصة وأننا ندرك أن إعلامنا في شتى وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة يمثل الفضيلة والأخلاق الحسنة ونعتبره وسيلة للمحبة والتقارب وبث روح الوطنية في نفوس أبناء المجتمع الواحد بعيداً عن التعصب الأعمى، وكذلك المحافظة على القيم وحفظ التراث ومواكبة الأحداث ومن خلال الشعر فإن الشاعر المدرك بإمكانه التحدث عن كل الظواهر السلبية والتحدث عن أمجاد الوطن وأهله بعيداً عن المفاخرة والحساسيات التي نشاهدها عبر القنوات التي احتوت الشعراء السعوديين وفتحت لهم المجال ليتحدثوا بقصائدهم بعيداً عن الرقابة الذاتية وأطلقوا العنان لقصائد تضر بالمجتمع وتحاول تفريق الصفوف حتى ولو كان ذلك بدون قصد من هؤلاء الشعراء.
لقد تفهم معاليه جيداً هذه الأمور ووجه بالاهتمام في كل ما من شأنه رفعة الشعر وأهله.
إنني أجدها فرصة بأن أهنئ معاليه على هذه الأخلاق الكريمة وهذا التجاوب الكبير والسريع وأهنئ الشعراء كافة بأن المجال سيفتح وستشرع لهم الأبواب لأن معالي الوزير أدرك بأن التجاهل لشعراء وشاعرات الوطن غير مبرر من قبل التلفزيون.. فشكراً معالي الوزير ومزيداً من العطاء والتميز للوزارة وكل العاملين بها.