زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة وهي الأولى التي يقوم بها لدولة عربية، ومن بعدها إلى مصر، يمكن اعتبارها تجديداً للعلاقات الأمريكية العربية التي تأثرت سلباً في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وأعوانه من المحافظين الجدد. لكن الزيارة بحد ذاتها لا تكفي من أجل إعادة العلاقات الأمريكية العربية إلى مسارها الصحيح. فلابد من إزالة كل الرواسب التي تركتها الإدارة الأمريكية السابقة بسبب حربها على ما أسمته الإرهاب، وخوضها لحربين في العراق وأفغانستان، وتطبيقها لسياسة إما معنا أو ضدنا!.
ووضع المنطقة كلها على فوهة بركان، فضلاً عن إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لممارسة اعتداءاتها في فلسطين ولبنان وإطلاق التهديدات هنا وهناك. والعلاقات بين الدول لا يمكن أن تسير وفق هذا المنطق العدائي لأن الجميع سيخسر. ولذلك، فإن عهد أوباما يمكن أن يفتح الباب لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية قائمة على مبدأ الحوار والاحترام المتبادل. والدول الإسلامية والعربية لا تريد سوى علاقات متكافئة مبنية على التعاون والمصالح المشتركة، بالإضافة إلى استعادة حقوقها المسلوبة في فلسطين وغيرها من الأراضي المحتلة. والرئيس الأمريكي أوباما أطلق وعوداً انتخابيةً فيما يخص علاقات أمريكا مع دول العالم، وخاصة العالم الإسلامي وعلى أساسها حظي بأصوات الناخبين المسلمين في أمريكا، وهو لم ينكث بهذه الوعود، ولكن الوقت ما يزال مبكراً للحكم على ذلك. فهو وإن كان بدأ خطاب التنصيب بحديث واسع عن ضرورة تحسين العلاقات الأمريكية العربية فإن أمامه الكثير لينجزه في سبيل تحقيق هذا الهدف المهم والحيوي ليس فقط بالنسبة للعالم الإسلامي، وإنما بالنسبة لأمريكا نفسها وبقية دول العالم.
وربما كانت القضية الفلسطينية من أهم ما يمكن أن تقاس به سياسة أوباما تجاه القضايا العربية والإسلامية.
فأوباما أبدى حزماً واضحاً تجاه سياسات إسرائيل العدائية والاستيطانية ورغبتها في التنصل من استحقاقات السلام، ولكن العبرة بالنتائج، فاستمرار هذا الحزم مطلوب إلى أن تقوم أمريكا بواجبها كاملاً كراعية أولى للسلام في المنطقة دون تحيزٍ لطرف ضد آخر.
***