Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/06/2009 G Issue 13397
الاربعاء 10 جمادىالآخرة 1430   العدد  13397
تباين ردود الأفعال حول تصريحات المالكي عن المملكة

 

بغداد - نصير البغدادي

تباينت ردود الفعل على تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي عن العلاقة مع المملكة العربية السعودية في الوقت الذي دافع نواب عراقيون عن تلك التصريحات، رفضها نواب آخرون، معتبرين أنها محاولة للعب بالورقة الطائفية لتحقيق مكاسب انتخابية، فقد أكد النائب عن جبهة التوافق أحمد العلواني أن المملكة لم يكن لها دور كبير (في العراق) بعد عام 2003 بسبب تعقيد المشهد العراقي وحتى لا يفسر التدخل بأنه دعم لطرف على حساب طرف آخر، موضحا أنه كانت للمملكة مطالب محددة أهمها ابتعاد الحكومة العراقية عن الطائفية، وإنهاء حالة الإقصاء والتهميش إلا أنها لم تجد آذاناً صاغية.

وربط العلواني بين تصريحات المالكي وتشنج العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج من جهة، وإيران من جهة أخرى، إلى ذلك، حمل النائب عن جبهة الحوار مصطفى الهيتي وزارة الخارجية العراقية مسؤولية ضعف العلاقات بين البلدين لعدم بذلها جهوداً كافية في هذا المجال، داعياً مسئولي وزارة الخارجية إلى الذهاب إلى السعودية وفهم ما تريده لأنها دولة كبيرة ومهمة في المنطقة ولها دور كبير في تعزيز العلاقات العربية - العربية، كما أنها تمتلك علاقات جيدة مع أمريكا.

أما الناطق باسم جبهة التوافق سليم عبدالله فقال إن الحكومة العراقية بذلت جهوداً لإعادة العلاقات العراقية - السعودية والموقف يتطلب تفهماً أكبر للأسباب التي دفعت الجانب السعودي إلى عدم التجاوب مع دعوات الحكومة ومبادراتها والعمل على تذليل العقبات التي تعترض القضية، وأما موقف التحالف الكردستاني فقد عبر عنه عبدالباري زيباري الذي قال إن العراق ما زال يحتفظ برغبة كبيرة في إعادة العلاقات الدبلوماسية والاجتماعية مع المملكة العربية السعودية، واتخذ خطوات كثيرة في هذا الجانب من خلال تبادل الزيارات والمشاركة في المؤتمرات، موضحا أن تحفظ الجانب السعودي قد يعود إلى أسباب سياسية أو أمنية، متوقعاً أن تؤول المرحلة المقبلة إلى إزالة تلك التحفظات وإعادة العلاقات مع المملكة.

من جانبهم رأى محللون سياسيون عراقيون، أن التجاذبات الإقليمية والدولية، فضلاً عن المحلية، لا تزال تحول دون تطبيع العلاقات العراقية السعودية، وفي حين بين بعضهم أن هنالك أجندة معينة يتوجب على العراق الإيفاء بها قبل أن يتم مثل هذا التطبيع.

وقال المحللون د.سعدي الحديثي، عباس الياسري، وإبراهيم الصميدعي، في أحاديث منفصلة، أن التأثيرات المحلية والأمريكية والإيرانية، تفعل فعلها في تقارب العراق والسعودية أو تباعدهما، مبدين تفاؤلهم بشأن إمكانية تطبيع هذه العلاقات، ولكن دون ثمن ينبغي أن تدفعه حكومة بغداد، لتؤكد حسن نواياها وتبدد الأفكار المسبقة أو السلبية التي تولدت في ذاكرة الدول العربية، خلال المدة الماضية من جراء ضبابية المشهد العراقي وكثرة تقاطعاته.

وكان وكيل وزارة الخارجية للشؤون القانونية والعلاقات متعددة الأطراف، محمود الحاج حمود، قد أبلغ الصحفيين في وقت سابق من الآن، أن المملكة العربية السعودية لم تحدد بعد موعدا لافتتاح سفارتها في بغداد، مبدياً استعداد العراق لتقديم كل الدعم والمساعدة لتسهيل افتتاح هذه السفارة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد