الجزيرة: حازم الشرقاوي
(الاقتصاد) يمثل أحد الملفات الرئيسة على جدول مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم في مزرعة الجنادرية بالرياض، حيث سيتم التركيز على النفط وأسعاره واحتياجات الأسواق العالمية منه باعتبار المملكة تمتلك أكبر احتياطي في العالم وأكبر مصدر لهذه السلعة في المنطقة، كما سيتم تناول سبل تعزيز التجارة بين البلدين حيث تمثل أمريكا أكبر شريك تجاري للمملكة، كما سيبحث اللقاء الدور السعودي في كبح جماح الأزمة المالية العالمية الذي بدا واضحا من خلال مشاركة خادم الحرمين الشريفين مؤخرا مع مجموعة العشرين في وضع روشتة علاج لهذه الأزمة التي ضربت معظم دول العالم.
والعلاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية علاقات تاريخية تمتد لنحو77 عاما، عندما حصلت أول مؤسسة أمريكية على حق امتياز التنقيب عن البترول في المملكة عام 1933م. وباركتها أول رحلة يقوم بها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) إلى الخارج ليلتقي بالرئيس فرانكلين روزفلت على متن مدمرة أمريكية في قناة السويس عام 1945.
ومن ذلك التاريخ انطلقت قاطرة التعاون الاقتصادي والتجاري السعودي الأمريكي حتى وصلت التجارة المشتركة بين البلدين إلى أكثر من 200 مليار ريال واصبح في المملكة 357 مشروعاً أمريكياً سعودياً مشتركاً باستثمارات قوامها 82 مليار ريال ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تصنف كأكبر مستثمر في المملكة إضافة إلى كونها أكبر شريك تجاري لها حيث بلغت التجارة البينية بين البلدين في عام 2007م أكثر من 193.3 مليار ريال وارتفعت والواردات السعودية من الولايات المتحدة إلى 45.9 مليار ريال في حين أن الصادرات السعودية استأثرت بمبلغ قوامه 147.4مليار ريال. وتعد المملكة من بين اكبر 15 شريكا تجاريا للولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالنفط أعلنت أرامكو السعودية مؤخرا أن المملكة أكبر بلد مصدر للنفط في العالم تضخ أقل من ثمانية ملايين برميل يومياً. وذكرت أنه من المستبعد أن تزيد السعودية مستوى الإنتاج مع استمرار تفوق المعروض العالمي على الطلب. وتتحمل المملكة الجانب الأكبر من تخفيضات إنتاج مجموعها 4.2 مليون برميل يومياً اتفقت عليها منظمة أوبك منذ سبتمبر الماضي لمواجهة تداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي على استهلاك الطاقة وأسعار الخام.
فيما ذكر تقرير اقتصادي أن (الولايات المتحدة ستظل واحدة من اكبر المصدرين للسعودية لأن المملكة تحتاج إلى السلع عالية التقنية التي تتميز بها الولايات المتحدة كما يساعد ارتباط عملتها بالدولار في تطوير التجارة الثنائية حيث يحد من تذبذب العملة.
ولم تتوقف حركة الوفود التجارية الأمريكية التي تزور جميع مناطق المملكة وآخرها وفد تجاري أمريكي زار غرفة الشرقية أمس الثلاثاء التقى خلالها برجال أعمال سعوديين بمقر الغرفة بالدمام.
وترأس الوفد رئيس مجلس إدارة مجلس التجارة الشرقي دافيد مايث يرافقه 15 مسؤولاً يمثلون 9 شركات تطمح لإيجاد شركاء محليين وفتح أسواق في المملكة كما سيبحث الوفد الزائر فرص الاستثمار ومشاريع مشتركة مع رجال الأعمال السعوديين. وتشمل تخصصات الوفد عدة قطاعات هي النفط والغاز والطاقة والتأمين والاتصالات وتقنية المعلومات والصناعات البتروكيميائية والآلات والمعدات إضافة إلى تحلية المياه والهندسة والمقاولات.
وقد سبقه وفد آخر من عمد الولايات المتحدة الذين زاروا المملكة وأبدى الوفد إعجابه بحركة الإنشاءات والتعمير الموجودة في السعودية، معتبرين أن هذه الحركة ستسهم في تحقيق طفرة واضحة في الاقتصاد السعودي في الفترة المقبلة بما يساعد على تنويع مصادر الدخل، ويقود إلى مزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية بين السعودية وأمريكا.
وعبر الوفد الأمريكي، الذي ضم 20 عضوا يمثلون عشر مدن أمريكية، عن سعادتهم بزيارة محافظة جدة؛ لما تمثله من نقطة إشعاع حضاري وثقافي، موضحين أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية وأمريكا تعتبر نموذجا يحتذى به، وأن السعودية هي الشريك الأول في منطقة الشرق الأوسط لبلادهم، في ظل وجود تبادل تجاري بين البلدين يناهز الـ200 مليار ريال.
وكان قد أوصى اقتصادي أمريكي بتكوين مجموعة ثلاثية في الوقت الراهن تضم السعودية وأمريكا والصين باعتبارهم من أكبر اقتصاديات العالم. وقال مدير إدارة الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني الأمريكي السابق فلاينت ليفيرت إن استقرار اقتصاد المملكة في وسط الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الحالية لفت الأنظار. وأضاف أمام ندوة المتغيرات الدولية ومستقبل العلاقات السعودية الأمريكية التي انعقدت في واشنطن الشهر الماضي، أنه خلال اجتماعات قمة العشرين الاقتصادية كان هناك حديث لإنشاء مجموعة الاثنين الاقتصادية الكبرى المكونة من الولايات المتحدة والصين بسبب تنامي القوة الاقتصادية الصينية التي لا يمكن إغفالها، إلا أن الدقة كانت تقتضي ضم السعودية لتكون مجموعة الثلاث الاقتصادية.