نيويورك - باريس - القاهرة
قبيل ساعات من انطلاق جولة في الشرق الأوسط يبدأها بالمملكة العربية السعودية، ويلتقي خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما يلقي بعد ذلك خطاباً مهماً في مصر للعالم الإسلامي، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الحوار بين الغرب والمسلمين ليس كافياً لإزالة التصورات والتقديرات الخاطئة بين الطرفين، وأنه من الضرورة انتهاج سياسة جديدة للقضاء على سوء الفهم بين الطرفين.
كما أكد في هذا الصدد التزام بلاده بدعم إسرائيل وذلك في الوقت نفسه الذي يدفع فيه من أجل إقامة دولة فلسطينية وتجميد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما - في مقابلة لأوباما مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثتها الهيئة أمس الثلاثاء وتزامنه أيضاً مع تصريح لقناة (بلوس) الفرنسية -: (من الآن فصاعداً ستكون الأفعال وليست الأقوال هي التي تحدد التقدم).
وقال الرئيس باراك أوباما عبر قناة (بلوس) الفرنسية: إن الولايات المتحدة هي (إحدى أكبر الدول المسلمة في العالم).
وقال الرئيس الأمريكي: (على الولايات المتحدة والعالم الغربي أن يتعلما معرفة الإسلام في شكل أكبر.. في أي حال، إذا أحصينا عدد الأمريكيين المسلمين فسنجد أن الولايات المتحدة هي إحدى أكبر الدول المسلمة في العالم).. وأضاف: (ما أحاول القيام به هو إيجاد حوار أفضل ليتمكن العالم الإسلامي من فهم كيفية تعاطي الولايات المتحدة، والعالم الغربي في شكل عام، مع بعض المشاكل الصعبة مثل الإرهاب أو الديموقراطية).
وتابع الرئيس الأمريكي: (مهما كانت ديانتهم، فإن من يبنون وليس من يدمرون، هم الذين يتركون وراءهم إرثاً دائماً).. وقال أيضا: (أعتقد أن ثمة نزاعاً فعلياً اليوم بين من يقولون إنه لا يمكن مصالحة الإسلام مع الحياة المعاصرة، ومن يعتقدون على العكس أن الإسلام عرف على الدوام أن يواكب التقدم).
وأكد أوباما أنه لا يحتاج لإشارات من إسرائيل تلفت نظره لضرورة التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
ورداً على سؤال حول المدة التي يتوقعها أوباما للمفاوضات مع إيران، قال الرئيس الأمريكي: (من مصلحة جميع العالم أن تتخلى إيران عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية.. رغم أني لا أريد أن أضع خطة زمنية مصطنعة إلا أننا نريد التأكد من أننا سنحرز تقدماً جاداً مع نهاية هذا العام).
وفي مقابلته مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (إن. بي. آر) أمس قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: (لا أعتقد أن علينا أن نغير دعمنا القوي لإسرائيل.. ولدينا اعتقاد راسخ أنه من الممكن أن تتمخض المفاوضات عن سلام.. وأعتقد أن هذا سيتطلب حل الدولتين).
وأكد أوباما في المقابلة التي نشرتها الإذاعة على موقعها أمس الثلاثاء أن هذا يتطلب أيضاً تجميد توسيع المستوطنات الإسرائيلية بما في ذلك النمو الطبيعي لاستيعاب أجيال المستوطنين المتعاقبة، ومن الناحية الفلسطينية يتطلب إحراز تقدم في المجال الأمني وإنهاء (حالة التحريض التي تثير قلق الإسرائيليين الذي يمكن تفهمه).
وأوضح أوباما أن علاقات الولايات المتحدة الخاصة مع إسرائيل تتطلب بعض (الحب القاسي)، مضيفاً أن (من شروط الصديق الجيد أن يكون أميناً.. وأعتقد أنه كانت هناك أوقات لم نكن أمناء فيها مثلما ينبغي أن نكون إزاء حقيقة أن المسار الحالي في المنطقة سلبي للغاية ليس فقط بالنسبة للمصالح الإسرائيلية وإنما الأمريكية أيضاً).
وعندما سئل أوباما عن إمكانية أن يؤدي تصعيد الحرب في أفغانستان المسلمة إلى تعقيد أو حتى تقويض جهوده الرامية للتقارب مع العالم الإسلامي، لا سيما في ضوء الخسائر بين المدنيين، أعرب أوباما عن أسفه بالنسبة للخسائر بين المدنيين لكنه أشار إلى هجمات 11 أيلول - سبتمبر الإرهابية عام 2001م في معرض دفاعه عن التواجد الأمريكي في أفغانستان.
وكشف أوباما عن أنه سيذكر في خطابه المرتقب غداً الخميس في القاهرة أن (سبب تواجد أمريكا في أفغانستان هو بسيط جداً، وهو أن ثلاثة آلاف أمريكي قتلوا.. وقال: لقد تعرضنا لهجوم على أرضنا والمنظمة التي نفذت هذه الهجمات تخطط لتنفيذ المزيد).
وعن الأسلوب الذي سيتبعه أوباما للتقارب مع المسلمين في ظل الموقف الإسرائيلي من بناء المستوطنات، قال أوباما: (العملية لا تزال في بدايتها.. لقد شكلوا حكومتهم (في إسرائيل) فقط منذ نحو شهر).
وبعد محطتيه في المملكة العربية السعودية ومصر، سيتوجه أوباما إلى ألمانيا، ثم إلى فرنسا، حيث سيشارك في إحياء ذكرى إنزال النورماندي في السادس من حزيران - يونيو 1944م.