اليد الحانية، واليد القادرة، هي ذاتها يد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله ويرعاه. فهي حين تمتد إلى أهل الحاجة من المواطنين وإلى المعوزين، والذين عضهم الدهر بنابه تجزل الحنان لهم، وتواسي نفوسهم، وتخفف من آلامهم، ولأن القروض تحمل طي أقساطها هماً لأصحابها استعاذ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم منه حين قال: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن غلبة الدين وقهر الرجال)، فقد كانت يد خادم الحرمين الشريفين البيضاء الناصعة تمثل أسمى البلاسم التي مرت على جروح النفوس فداوتها وأبرأتها بعون الله. سيسجل التاريخ مكرمة خادم الحرمين الشريفين بإعفاء حوالي ألفين من المقترضين من صندوق التنمية العقارية، والبنك الزراعي العربي السعودي والبنك السعودي للتسليف والادخار، وبلغت الأقساط التي تم إعفاؤهم منها مئات الملايين من الريالات وذلك تقديراً لظروفهم، ودعماً لهم لمواصلة حياتهم، وهو ما يدل على تلمسه يحفظه الله احتياجات أبنائه المواطنين حيثما كانوا على هذه الأرض المباركة.
ليس جديداً هذا الموقف الأبوي على مليكنا، وليست هذه المواقف إلا محطة مضيئة في مسيرة هذه الأسرة السعودية الكريمة، التي لا تزال تحكم وفي إحدى اليدين عطاء، وفي الأخرى حزم عادل، وبين العطاء والحزم تنعم هذه البلاد ولله الحمد بالأمن والأمان، وبالحياة الهانئة التي عمادها عيش كريم، وكرامة مصونة.
بالأمس القريب امتدت يد العدالة وبتوجيه صريح وأوامر سامية من خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني لردع العابثين، وإقامة حد الله في القتلة المارقين والقصاص للنفوس البريئة التي يزهقها الآثمون، حيث امتدت يد العدالة هذه بسيف الحق لتجز عنق آثم قاتل أزهق روحين بريئتين سعوديتين كريمتين هما الطفل الخضيري ووالده - رحمهما الله - وأسكنهما فسيح جناته.
إن سرعة القبض على الجاني إنما تدل على يقظة رجال الأمن وعلى حرصهم على أمن وطنهم وأهلهم، وعلى سهر سمو النائب الثاني يحفظه الله بعين لا تنام بل لا تعرف النعاس وهي ترعى أمننا جميعاً، كما يدل تنفيذ شرع الله في زمن قياسي، وفي مشهد له دلالاته، حين تم قتل وصلب الجاني في ذات المكان الذي اقترف فيه جريمته إنما يبعث برسالة صادقة حازمة، لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.. وحياة المواطن.
لقد انهالت الرسائل الإلكترونية تشيد بهذا الموقف السامي لخادم الحرمين الشريفين، وبهذا الدور القيادي الحكيم، وكانت تحمل في عباراتها الزهو والامتنان، وتدل على ثقة لا لبس فيها بوعي وحكمة ومقدرة هذه القيادة الرشيدة، بل إنها حملت دعوة لتعميم محتواها.. والدعاء لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين.. ونائبه الثاني بطول العمر والسداد.. وتبايعهم على ديمومة الولاء.. وأصالة الانتماء.
الذين يظنون أن اليد الحانية ذات المكرمات البيضاء قد لا تكون في الوقت نفسه يداً حازمة سيفها ذو حدين قاطعين في إحقاق الحق وإزهاق الباطل، هؤلاء واهمون، وفي ضلالهم يعمهون.. وتاليتها!!