قرأت مقالاً لأحد الكتاب للأسف لا أتذكر اسمه الآن، أعلن فيه توبته عن السفر إلى خارج المملكة، طبعاً لم يعلن تلك التوبة لأنه يريد أن يستبدل السياحة الخارجية بالداخلية بل لأنه رأى في سفره ما نكد عليه تصالحه القديم مع كل مكونات السياحة الداخلية ورضاه السابق عنها بسبب أنه كان يعتقد أنه لا يوجد أفضل منها!
ويبدو أن الكثيرين يشاطرونه الرأي فمن سافر إلى دبي خلال الإجازة الماضية تسنى له عقد مقارنات ليست في صالح السياحة لدينا (ما عدا رخص الأسعار) فمثلاً عند الوصول للمطار في دبي لن يجد تلك الحشود التي تنتظره عند البوابة الداخلية بأصوات بعضها هامس وبعضها مجلجل: تاكس يا ولد تاكسي يالاخو، هيه انت يا ولد وين رايح!.. وإذا كنت في السابق اتلافى سيارات الليموزين بسائقيها الهنود وأجرتهم المحددة والمريحة فإني تبت منذ فترة عن ركوب سيارات لم تسجل بأنها تخدم في المطار وليست نظيفة والمكيف فيها لا يعمل وسائقها لا يمل من الأسئلة من وين جيت؟ وش أخبار المطر والربيع! وقبل ذلك فهو يزيد السعر على المواطن فما بالك بالأجنبي الذي لا يعرف الأسعار وأحياناً يجد من يخدعه ويأخذ منه أجرة مضاعفة لتتكون لديه أولى الانطباعات السيئة!.
في دبي الأمر مختلف جداً عند انتهاء إجراءات الدخول ستجد سيارات الأجرة تقف صفاً والركاب ينتظرون دورهم وموظف يقوم بتنظيم ركوب الناس بحسب الأولوية وبكل هدوء! وعندما تركب الأجرة فإن العداد هو سيد الموقف لدينا العداد مجرد ديكور لذلك كثيراً ما ينشب الخلاف بين الراكب وصاحب التاكسي!!
قوانين المرور منضبطة والمخالفات قليلة جداً والسائقون يلتزمون بشكل كبير بقوانين المرور لأنهم يعرفون الصرامة التي تطبق فيها تلك القوانين ولقد لفت نظري أن الشوارع تخلو من رجال المرور عند الإشارات!
أسواق دبي تتنافس على التميز فكل سوق يوجد به علامات سياحية تميزه عن غيره حيث يصبح التسوق متعه وترفيه بينما الأسواق لدينا إلا فيما ندر مجرد ممرات تتخللها محلات! ويلاحظ نظافة المصليات بل ونظافة دورات المياه حيث توجد عناية على مدار الساعة! في أسواقنا تتمنى أنك مسافر لكي تجمع وتقصر على أن تدخل دورة مياه لتتوضأ!.
المطار هو العنوان الأول للبلد فهل مطاراتنا عناوين جيدة يمكن أن تقدم عنا الصورة كما نريدها، وهل سألنا أنفسنا ماذا ينقصنا لكي نصبح مثل دبي بل وأفضل، على الأقل في مطاراتنا وسيارات الأجرة والأسواق التجارية التي أصبحت لدينا على كثرتها تتشابه في ديكوراتها وخدماتها وكان مصمميها يفتقدون البعد الجمالي والترفيهي عند تصميها! أسئلة يمكن أن توجه إلى هيئة السياحة وإلى إدارة المرور والغرف التجارية وأمانات المناطق!.
alhoshanei@hotmail.com