الرئيس الأمريكي باراك أوباما أدلى بتصريح بسيط ولكنه في غاية الأهمية في مقابلة مع (بي بي سي) البريطانية قبل جولته العربية الأوروبية التي انطلقت أمس بدءاً بالمملكة.
وهذا التصريح يؤكد أن هذا الرجل عازم على تحسين صورة أمريكا عبر خطوات عملية ملموسة. فقد قال أوباما: (من الآن فصاعداً ستكون الأفعال وليست الأقوال هي التي تحدد التقدم).
مؤكدا أن الحوار بين الغرب والمسلمين ليس كافيا لإزالة التصورات الخاطئة بين الطرفين، وأنه لابد من انتهاج سياسة جديدة للقضاء عل سوء الفهم بين أمريكا والمسلمين. هذا التزام قطعه أوباما على نفسه أمام العالم الإسلامي، بأن يقوم بإجراءات عملية لتصحيح العلاقات الأمريكية الإسلامية والعربية التي تشوهت كثيرا في عهد سلفه جورج بوش. وهذا ما أكدنا عليه سابقا من ضرورة أن تكون الأقوال مصحوبة بالأفعال، وإلا فإنها ستكون من قبيل حملات العلاقات العامة!.
وعندما يتحدث أوباما عن ضرورة القيام بتحرك ملموس في هذا الإطار، فإنه يعني اتخاذ قرارات سياسية كبيرة في قضايا معقدة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. هذه القضية التي لا يمكن أن تحل بخطب سياسية، ما لم يكن هناك حزم أمريكي واضح تجاه التعنت الإسرائيلي. لأن إسرائيل أثبتت عدم احترامها لأي من القرارات الدولية التي تطالبها بالانسحاب من الأراضي المحتلة، أو وقف الاستطيان أو غيرها من القرارات، وذلك لأن من يفترض أن يكونوا وسطاء عادلين في القضية كانوا متحيزين لإسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وهذه مجرد واحدة من القضايا الشائكة التي يجب التحرك فعليا من قبل أمريكا لحلها. هذا عدا عن القضايا الأخرى المتعلقة بحرب العراق والإرهاب وغيرها.