Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/06/2009 G Issue 13398
الخميس 11 جمادىالآخرة 1430   العدد  13398
شاشة توقف
لماذا لا نستغل (يوتيوب)؟!
عبد الباسط شاطرابي

 

أسهل طريقة للإعلان عن موقع إلكتروني ونشره بين الناس.. هي أن تطالب وتصرخ بضرورة حجبه!!

الصحف الورقية يمكن بسهولة حجبها بإيقاف طباعتها، البث التلفازي يمكن إيقافه بإسكات المقار التي ينطلق منها، الإذاعات المسموعة ينطبق عليها ما ينطبق على التلفاز.. إلا المواقع الإلكترونية، حيث يتم حجبها من هنا.. لتطل عبر (البروكسيات) من هناك، ولتصبح أكثر تأثيراً وأكبر اجتذاباً للمطالعين والفضوليين!!

بصدق.. لا أعرف إن كان هناك أجندة خفية لموقع (يو تيوب). لكن الذي أعرفه أنه يجتذب الملايين، بمحتوياته المتنوعة، وبمعلوماته المذهلة كماً ونوعاً.

واليو تيوب، وهو تابع لمحرك البحث الشهير جوجل، قائم على عرض ملفات الفيديو لطائفة لا نهائية من الاهتمامات والمواقف والأحداث في كل شؤون الحياة. فإذا أردت أن ترى اغتيال كنيدي ستجده في ملفات يو تيوب، وإذا أردت مشاهدة هدف سعيد العويران التاريخي في مرمي بلجيكا فستجده في اليوتيوب. حتى المشاهد المحذوفة من الأفلام العالمية الحاصلة على الأوسكار، والمواقف المحرجة التي يقع فيها المذيعون والمذيعات على الهواء أمام المشاهدين.. كلها تجدها في اليوتيوب وبكل سهولة ويسر.

واليوتيوب، شأن كل وسائل الإعلام، ليس معصوما من الأخطاء، بل إنه وقع بالفعل في أخطاء مسيئة ومصادمة لمشاعر الكثير من الناس، وبذلك تعرض للكثير من المشكلات في آسيا وأوربا وأمريكا والعالم العربي، وهذا ما دفع بعض العرب للمطالبة بحجبه.

لكن هؤلاء، لو علموا، سيسدون خدمة عظيمة للموقع بحجبه، حيث سيدخله من سمع به ومن لم يسمع، والبروكسيات على قفا من يشيل! وكان الأولى أن يكون التعامل مع الموقع باستغلاله في بث كل الإيجابيات التي نريد إيصالها للغير، حيث يفتح، كما نلاحظ، أبوابه لكل المحتويات بدرجة عالية من الحرية.

وبالمناسبة، فإن الموقع، لحسن الحظ، متبرئ من المشاهد الإباحية في محتوياته، رغم أنه يعرض أحياناً محتويات قليلة الأدب، لكنها، على أي حال، لا تصل إلى عرض (كل شيء)!!، وهذه محمدة في زمن انزوى فيه الحياء حتى كاد ينعدم!

اسعوا لإصلاح الموقع واستغلاله، لا لحجبه.. يرحمكم الله!



Shatarabi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد