بروكسل - د.ب.أ

مع اقتراب موعد إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي انتشرت في شوارع العواصم الأوروبية، من لشبونة إلى ريجا، ومن دبلن إلى نيقوسيا، ملصقات تحمل صور مرشحين تعلو وجوههم الابتسامات ولافتات تعلن الشعارات الانتخابية.

وتنوعت صور الملصقات وكلمات الشعارات، وعلى سبيل المثال، حمل أحد الملصقات صورة أسد وقط وسؤال (إلى أي مدى ينبغي علينا ترويض الأسواق المالية؟)، ملصق آخر يصور حائطا من الطوب وسياجا صغيرا مرسوما تحت سؤال: (إلى أي مدى ينبغي أن تكون حدودنا مفتوحة؟).

وتعد انتخابات البرلمان الأوروبي، التي يختار 375 مليون ناخب أوروبي من خلالها الأسبوع الجاري 736 عضوا جديدا بالهيئة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي يتم اختيار أعضائها بالاقتراع المباشر، انتخابات تاريخية من عدة جوانب.

فللمرة الأولى في تاريخها يشارك في الانتخابات عدد غير مسبوق من دول الاتحاد الأوروبي: 27 دولة ينتخبون أعضاء البرلمان الأوروبي، الذي ظلت الحكومات الوطنية في أوروبا حتى 1979 تعين أعضاءه دون انتخاب.

الأكثر من ذلك أن الفائزين في هذه الانتخابات تحديدا سوف يتمتعون بسلطات لم يتمتع بها أسلافهم مطلقا، ذلك في حالة سريان معاهدة لشبونة الخاصة بإصلاح الاتحاد الأوروبي كما هو مخطط له عام 2010م.

ومع ذلك، يبدو أن هذه الانتخابات لا تحظى بنصيب كبير من اهتمام الناخب الأوروبي.

ووفقا لمسح أجراه مركز (تي إن إس أوبنيون) لاستطلاع الرأي العام بتكليف من البرلمان الأوروبي نشرت نتائجه قبل أسبوع من موعد بدء الانتخابات، فإن نسبة المشاركين الذين قالوا إنهم يعتزمون الذهاب إلى صناديق الاقتراع بين يومي الخميس والأحد لم تتجاوز 49%.

وتقول سارة هاجيمان من مركز السياسات الأوروبية في بروكسل إن انخفاض معدل المشاركة يعني (هزيمة البرلمان الأوروبي) الذي كان يحاول في الأسابيع الأخيرة تجميل صورته، وليس أدل على ذلك من تلك الإعلانات التي ظهرت على قناة (إم تي في) التلفزيونية لجذب أنظار شباب أوروبا.

ويقول بيوتر كاتشينسكي من مركز دراسات السياسات الأوروبية، إن حالة اللا مبالاة السائدة تجاه الانتخابات البرلمانية الأوروبية أمر يبعث على الخجل؛ إذ إن (معظم القواعد التي يعيش الأوروبيون وفقاً لها، هي من صنع أعضاء ذلك البرلمان).