غزة-(د ب أ)

تدفع حادثة الاشتباكات المسلحة بين عناصر الأمن الفلسطيني وحركة حماس في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية واستمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين بمؤشرات إمكانية تحقيق المصالحة إلى نفق مظلم من المستبعد أن ترى النور قريباً.

وتصاعدت حدة التوتر بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس الأحد، عقب الاشتباكات المسلحة التي وقعت في مدينة قلقيلية وأسفرت عن مقتل ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة من رجال الأمن واثنان من كوادر كتائب عز الدين القسام.

وتبادلت السلطة التي تهيمن عليها فتح وحماس الاتهامات والمسؤولية عن الحادث وتداعياتها التي يتوقع أن تحمل مزيدا من التوتر في العلاقة بين الطرفين في ظل تهديد الأخيرة بتعليق مشاركتها في الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر.

ويرى مراقبون أن فتح وحماس عادتا إلى المربع الأول بتبادل الإجراءات القمعية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وتوجيه اتهامات محاولات إفشال الحوار مع الإعلان عن التهديد بتعليق المشاركة في حوار القاهرة عقب أجواء التفاؤل السابقة بإمكانية إنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عامين.

وأعلنت حماس أنها قد تمتنع عن المشاركة في الحوار الفلسطيني المقرر عقد جلسته الأخيرة في مصر مطلع تموز - يوليو المقبل، مطالبةً (الراعية مصر بإلزام السلطة بوقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين).

في المقابل اتهمت فتح حماس بوضع العراقيل أمام حوار القاهرة عبر استمرار اعتقال عناصرها في غزة والتضييق على قيادتها وآخرها منع نوابها في القطاع من المغادرة إلى الضفة الغربية.

وكانت الجولة الخامسة من الحوار بين فتح وحماس اختتمت في 18 أيار - مايو في القاهرة من دون تحقيق اختراق، كما أعلن أنه سيتم التوقيع على اتفاق بين الطرفين في تموز - يوليو المقبل، من دون أن يكون هذا الأمر مؤكدا.

وأعلن الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، أن حركته أقرب ما تكون إلى تعليق الحوار الفلسطيني، معتبرا أن استكمال جولاته أصبح (أمراً صعباً في ظل تصفية المقاومة وحماس في الضفة الغربية والتنسيق مع الاحتلال).

وأكد برهوم أن حركته تدرس جدياً مقاطعة حوار القاهرة (لأن ممارسات فتح والسلطة تصب باتجاه أنه لا جدوى ولا معنى للحوار)، مضيفا: (نحن أقرب ما يكون لقرار تعليق الحوار وليس الاستمرار).

من جهته قال عبد الله أبو سمهدانة عضو المجلس الثوري لحركة فتح ان ما جرى في مدينة قلقيلية يجب ألا يؤثر على سير الحوار الوطني الفلسطيني، مؤكداً الحاجة لاستمرار الحوار لوقف مثل هذه الأحداث.

وأكد أبو سمهدانة أهمية استمرار الحوار لتحقيق المصالحة والوصول إلى حكومة توافق وطني، وقال إن علينا حتى لا نتبادل الاتهامات الوصول إلى حكومة توافق وطني تكون مسؤولة عن الأمن في الضفة وغزة.