واشنطن - (رويترز):
يحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يقوم بزيارة للشرق الأوسط بدأها بالمملكة أمس الأربعاء إصلاح علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي في خطاب يقول مساعدون إنه سيحاول فيه مد يده للمسلمين لكنه في الوقت نفسه سيتطرق فيه إلى قضايا صعبة مثل عملية السلام والتطرف الذي يلجأ إلى العنف.
وسيستغل أوباما الخطاب الذي يلقيه في مصر اليوم الخميس في محاولة لإصلاح بعض الضرر الذي لحق بصورة أمريكا بسبب حرب العراق ومعاملة واشنطن للمحتجزين العسكريين وعدم تحقق تقدم في محادثات السلام في الشرق الأوسط.
وصرّح روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي للصحفيين بأن الغرض من الخطاب الذي يلقيه أوباما في القاهرة هو (إعادة ضبط علاقتنا بالعالم الإسلامي). وقال: (الخطاب سيبرز التزامه الشخصي بالتعامل على أساس من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. سيناقش كيف يمكن للولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية في شتّى أنحاء العالم أن تتخطى بعض الخلافات التي فرقت فيما بينهم).
ونجاح المبادرات الدبلوماسية للرئيس الأمريكي في المنطقة مثل دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية قدما ووقف البرنامج النووي الإيراني قد يعتمد على قدرة أوباما على تحسين العلاقات الأمريكية الإسلامية.
وكان والد أوباما مسلماً كما عاش الرئيس الأمريكي في صباه في إندونيسيا وهي دولة إسلامية.
وحذّر أوباما من رفع سقف التوقعات من خطابه وقال إنه مجرد خطوة أولى في فتح حوار واسع مع العالم الإسلامي. وقال أوباما: (في نهاية الأمر خطاب واحد لن يغير بشكل حقيقي الخلافات السياسية وبعض القضايا الصعبة جداً المحيطة بالشرق الأوسط وعلاقة الإسلام بالغرب).
وسئل أوباما يوم الاثنين عما إذا كان الصراع الذي تخوضه الولايات المتحدة في أفغانستان سيضعف جهوده للتعامل مع العالم الإسلامي فقال: إن الولايات المتحدة ليست لديها أطماع في أرض أفغانستان، لكنها فقط تريد أن تمنع القاعدة من شن هجوم آخر على غرار هجوم 11 سبتمبر/أيلول عام 2001م.
وقال أوباما للإذاعة الوطنية الأمريكية: (ما نريده هو ببساطة ألا يبقى في أفغانستان أناس يخططون لضرب الولايات المتحدة. هذا هدف متواضع للغاية يجب أن تتفهمه دول إسلامية أخرى).
وصرح مساعدون لأوباما بأنه بينما سيناقش سبل تحسين العلاقات الأمريكية الإسلامية سيبحث أيضاً قضايا صعبة مثل عنف المتطرفين والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال مارك ليبرت نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي: (إنه لا يتردد في التطرق إلى قضايا صعبة في خطابه. لديك رئيس لا يهاب التعامل مع قضايا صعبة جداً).
ويرى آرون ديفيد ميلر محلل السياسة العامة بمركز ويلسون أن المنطقة ستتابع عن كثب خطاب أوباما لمعرفة ما إذا كان سيصل إلى نتائج جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي.
وبعد زيارته للعاصمة المصرية القاهرة سيسافر الرئيس الأمريكي إلى أوروبا في زيارة مفعمة بالرمزية تمس الحرب العالمية الثانية حيث يزور مركز اعتقال نازي في ألمانيا كما يزور شاطئ نورماندي في فرنسا في الذكرى الخامسة والستين ليوم الإنزال حين نزلت قوات الحلفاء على الشواطئ الفرنسية.
ومن المقرر أن يلتقي أوباما مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ومع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في إطار جهوده لتحسين العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي.