ما أجمل أن تتأسى بمَن بُعث ليتمِّم مكارم الأخلاق - عليه صلوات الله وسلامه -؛ فهو الذي يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ولك أن تتصور مظهر الدنيا في ظل تطبيق هذا الحديث الشريف، حيث ستبدو مبهرة ومبهجة ورائعة يتعامل الناس فيها دون خوف أو وجل من جور أو تعدٍّ على المال والنفس والعرض، إنه الحب الراقي المنزه عن الأهواء والأطماع.

عندما يكون هدفك وهدفي بهذا الاتجاه ويتخذ المجتمع بأسره هذا الحديث سمةً وخلقاً ومنهاجاً للحياة سيكون لكل تصرف طعمه اللذيذ ولونه الزاهي ورائحته المبهجة وتشرق شمس كل يوم، لا بالأمل والتفاؤل بل باليقين الراسخ أن لا خوف أو توجس من تربص أو تحايل؛ فالعدل والحق والصدق هي الواقع المُعاش والقاعدة الأساسية للتعامل بين الناس؛ إذ لا جور ولا ظلم ولا كذب بل سباق دائم إلى تقديم الآخر وإنكار مستمر للذات.

في ذلك الحين سيتم الاستغناء عن أكثر من تسعين بالمئة من المحاكم وأدوات الأمن وحماية المستهلك ولجان المنازعات، وينقلب وجه العالم العابس والخايف إلى وجه ضاحك مستبشر مشرق يغلق عينيه ليلاً وهو في حماية أكيدة من سياج خلق المجتمع الذي يضمن له دون إبرام عقود أو اتفاقيات أمن وحراسة.. إنني أقول هذا وأنا على يقين بأنه لن يتحقق منه شيء إلا بعقد العزم مني ومنك على أن نحاول ولو ليوم واحد في العام أن نحب لبعضنا ما نحب لأنفسنا.. إنه حلم العالم.

وقفة أتمنى أن تكون...