Al Jazirah NewsPaper Friday  05/06/2009 G Issue 13399
الجمعة 12 جمادىالآخرة 1430   العدد  13399
تفوهوا.. لا تخافوا
رمضان جريدي العنزي

 

هناك ظاهرة خطيرة وهي أن بعض المواطنين مازال يمتلكهم الخوف والرهبة والقشعريرة من المسئولين، ولديهم (فوبيا) كبيرة من ذلك، بل يفتقدون إلى ابسط مقومات الشجاعة لقول ما يريدون قوله، رغم انهم يملكون الحقيقة صافية ونقية ولا تحتاج تلك الحقيقة إلى براهين كثيرة وشهود عدل..

.. إن علينا إذا أردنا أن نرتقي بوطننا الكبير الأشم الممتد بعنفوان من أقصاه إلى اقصاه في شتى الميادين والطرق والاتجاهات والمناحي ونعتلي به، أن نرفع أصواتنا عالياً وبحرفية متناهية حتى ينشغل المسئول بنا ويلتفت إلينا ويبقى قريباً منا تحكمنا في ذلك منطلقات أدبية وتوجهات حصيفة وعلينا أن نحسن عرض بضاعتنا مع ذلك المسئول بعيداً عن النعت أو الشتم أو المدح الخرافي أو أن ننسب إليه فضائل توهمه بأنها فيه وهي ليست فيه، وأن تكون قضيتنا المرادة غير مشوشة وغير فجة ولا يصح أن نضمنها أشياء تعسفية، ولا بد أن ندرك قبل اطلاق متطلباتنا وعينا التام بالقضية المراد ايصالها للمسئولين وفق مفاهيم اخلاقية بعيدة عن الفراغ والاوهام وان تكون مطابقة للواقع وللحقيقة اصلا وصورة وشاهدا ومشهودا، إن علينا أن نحسن الوعي الانساني الراقي في الرفع للمسئولين عن قضايانا لجذب انتباههم وفق علاقة منطقية ومعرفية واحتوائية والمامية بجوانب القضية الهدف، فالوعي بالقضية المطلوبة بشكل كامل تام، يشكل رافدا من روافد التجاوب السريع بدون ادنى شوائب، وحري بهذا المسؤول بعدها أن ينساق إلى قضايانا التي نناشده فيها ويعمل عليها، أن علاقتنا كمواطن بالمسؤول تحكمها عموماً السياقات التي تؤثر في سيرورتنا نحن كبشر مواطنين ومسؤولين، فالعلاقة بيننا مجرد هيكل تنظيمي وفق حلقات مترابطة (نحن) و(هو) أي المسؤول الذي قد يكون (نحن) وقد نكون (هو) ذات يوم، لأننا جميعاً منتظمون وفق هذه الحلقات التي قد تختلف في بعض نسيجها وتتشابه في البعض الآخر، إن اختلاف النسيج وتحوله إلى حلقات متشابهة ومختلفة، هو الذي قد يكون مصدره قوة أو ضعفاً، بالطبع المسؤول هو الحلقة الاقوى في هذه السلسلة والحلقة الاضعف هو (نحن) لذا علينا أن (لا) نتصرف وفق هذا الاتجاه من منطلقات الضعف والقوة فقط، بل علينا أن نتعامل مع المسؤولين لتحقيق مطالبنا بأرقى ما لدينا من قوة معنوية ولفظية وأدبية وشفافية، متشحين في ذلك بمبدأ حقوق (المواطنة)، أن إصغاء المسؤولين جيداً إلى أصواتنا كمواطنين واعتباره حقيقة يتبينون من خلاله آليات العمل وعوامل النجاح سيسهل عليهم فهم احتياجاتنا ومتطلباتنا وسيساعدهم أيضاً في حلها وتفادي غيرها، إن تشجيع أنفسنا كمواطنين على إجبار المسؤولين على احترام قضايانا ومتطلباتنا وفق مبدأ نبذ الخوف والرهبة سيؤسس ويكرِّس كل ما هو خير وتنمية وعلو شأن لإنسان هذه الأرض، وعلى صاحب الوظيفة المسؤول أيضاً أن يبعد عن كل أشكال القسر والتمرد على المواطن وتجنب السماع له، وعليه ألا (يزهو) كطاووس بالسلطة الوظيفية العامة والخاصة ويتفرد وحده بالقرار، إن طبيعة المسؤول أياً كان ألا تكون ذات طبيعة استبدادية أو عنصرية أو شوفينية أو إقليمية أو عائلية أو قبلية وعليه ألا يكون متناقضاً مع روح العصر ومختلفة عن مناخات الانفتاح على الجميع أيا كانت ألوانهم أو أعراقهم أو انتماءاتهم الإقليمية أو البيئية، وعليه الاجتهاد والابتكار والتفاعل الإيجابي والتعاطي الحر مع قضايا واحتياجات المواطنين التي تفرزها متغيرات الحياة اليومية، حتى يتم بناء منظومة عمل شفافة تمارس وتعزز وتحمي المواطن في وطن يزهو بالتلاحم والتكافل واليد الواحدة والمجتمع الواحد وإن تنوَّعت أطيافه وأعراقه وألوانه.



ramadan.alanazi@aliaf.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد