احتواني الحزن بكل ما فيه من معاني الصمت..

جبروتي يمنعني من إظهار ضعفي وحاجتي له.. مضت خمس سنوات على صلتي به، لم أحاول خلالها إظهار حبي الجامح له، نعم أحبه بل أهيم به ولا أحتمل العيش بدونه، ولكني لا أملك الجرأة للاعتراف له بذلك.

ها هو يرحل عني اليوم.. نعم يرحل.. ولكنَّ رحيله هذه المرة يختلف عما قبلها..

سيرحل حاملا قلبي معه وسيتركني خاوية هنا..

ليتني أستطيع منعه.. ولكن حبي له يمنعني من منعه..

كان هو أخي وأبي وصديقي وحبيبي وكل حياتي.. كان سندي في سيري..

جمعتنا آخر أيام الطفولة وأول سنوات المراهقة..

ذات مرة جلست مع ذاتي محاولة إقناعها بأن هذا الحب جنوني بحكم عمري..

ولكني بمجرد رؤيتي لوجهه الآسر أنسى كل ما كان يدور في خلدي..

آه سيرحل عني بعيدا.. سيذهب ويتركني مع بقايا ذكرياتنا..

ها أنا أقف أمامه لوداعه.. وقت الرحلة قد حان.. سيذهب الآن..

قلبي يضرب بقوة لم أعهدها منه من قبل..

لم أستطع إخفاء ملامح حزني.. عيناي امتلأت بالدموع..

أحتاج إليه الآن لماذا سيذهب عني.. ارتفع نحيبي في المكان..

احتواني بكل حب وحنان..

زاد من تعذيبي بتلك الحركة.... آآآآه.. كم أحبه..

قال: تُوصِينَ على شي؟

قلت: سلامتك..!