أعترف بأنني كنت ممن يضيفون جملة معرض (ناجح) أو معرض (متميز) عند كتابتي عن أي معرض تشكيلي، وإذا كنت قد تراجعت عن الأولى (الناجح) فإنني لا أزال أحرص على إضافة الثانية (المتميز) في وقتها المناسب بناء على شروط يعرفها المختصون في هذا الجانب.
أعود لكلمة ناجح التي أصبحت تتردد في كل مناسبة تشكيلية أحيانا تأتي من صحفي وأخرى من صاحب المعرض، ومع أن الصفة مطاطة يمكن التلاعب بها وتبرير حضورها في المشهد والحديث والإشادة، إلا أن لها أيضا مقاييس لا يمكن تجاوزها في حال تحديد المقصود من النجاح، وقد يطرح الكثير من التساؤلات: هل نجاح المعرض مرتبط بمستوى ما كتب عنه من نقد؟ وهل أولئك الكتاب من المشهود لهم بالخبرة..؟، أم هل مستوى المبيعات مقياس للنجاح؟ مع أن بإمكان صاحب المعرض وضع أسعار شعبية (لتصريف) لوحاته وهي الطريقة التي يتبعها الكثير من الفنانين المعروفين على الساحة كما شاهدنا إعلان أحد التشكيليين لمن افتتح معرضه أن يأخذ ومن معه ما يشاؤون من اللوحات، وهل لكثافة الحضور دليل على النجاح..؟ مع أننا لا نشاهد هذه الكثافة إلا يوم الافتتاح، غالبيتهم من منسوبي المؤسسة أو الدائرة التي يديرها المفتتح، أم أن حضور شخصية معينة لها قدرها وميزانها يشكل نجاحا للمعرض..؟، أشياء كثيرة أصبحت صفات وشعارات تطلق على عواهنها مع أنها غير واردة عند أي فنان في العالم أو عند أي مناسبة تشكيلية إلا في ما ذكرنا آنفاً، إما لمستوى التجربة وما يتبعها من تحليل ودراسات تؤكد تفردها، أو حضور على مدى أيام العرض ومن فئات تقدر الفن وتقتنيه أو بحجم المبيعات بأسعار تتوازى مع قيمة العمل وأهمية الفنان.
تعلمت الكثير من بعض التشكيليين الأكثر نشاطا وحضورا وتجارب وخبرات الحي منهم أو ممن سبقونا إلى الآخرة حينما يقيمون معارض لأعمالهم، أجدهم يترقبون النتائج ويتحدثون عنها بتواضع الكبار ولم أسمع أن أحدهم وصف أيا من معارضه بالناجح والمتميز؛ وذلك لأن لديهم الكثير من الإبداعات التي يتوقعون أنها تفوق ما قدموه.
MONIF@HOT MAIL.COM