قلوبكم مدينة جميلة نقية فحافظوا على نظافتها ولا تفتحوا أبوابها إلا للذين يستحقون، ولا تصدقوا مهما حاولوا إقناعكم أن في القلب غرفة واحدة فقط ..لا تستوعب سوى إنسان واحد يكون هو الحب وهو الحلم وهو الحياة وأن هذا الإنسان إذا ما فجعنا يوماً برحيله توقفت ساعة الزمن عنده وتوقفت الدنيا بعده، أبداً...!
ففي القلب غرفٌ كثيرة يقيم فيها الكثير من الناس الذين نلتقيهم وتجمعنا بهم الحياة في ظروف مختلفة ونقاسمهم تفاصيل الحياة ثم يرحلون تاركين خلفهم أشياء كثيرة مختلفة، فالبعض منهم يترك خلفه وردة حمراء تفقد بريقها مع الوقت والبعض منهم يترك خلفه حلماً ناقص النمو يلفظ أنفاسه مع مرور الوقت والبعض يترك خلفه جرحاً نازفاً أو إحساساً بالندم لكنه يلتئم ويتلاشى مع مرور الوقت!!
فهذه هي لعبة النسيان تلك اللعبة التي يمارسها الوقت معنا ونمارسها نحن على قلوبنا مرغمين حين نشعر بأن الذكرى قد تعوق خطواتنا الثابتة نحو الحياة ومع مرور الوقت نتقن اللعبة فنلعبها على أنفسنا فننسى ونتناسى.
فشكراً للقلوب التي أحبتنا وبرغم الحب لم تخلص لنا وشكر أكثر للقلوب التي أخلصت لنا وبرغم الإخلاص لم تحبنا فأحيانا قد نشعر بها ولا نقولها وأحيانا أخرى نقولها ولا نشعر بها، فالألم العظيم هو أن تحب إنساناً لا يحبك والألم الأعظم هو أن تحب إنساناً يحب سواك لأن إحساسك الجميل يتحول مع الوقت إلى صدمه تعيشها لوحدك تعاني منها وحدك وقد تموت بداخل نفسك وحدك ولا يشعر بك احد فاعتذروا لقلوبكم إذا أخطأتم الاختيار يوماً واحرصوا على أمانيكم الجميلة، فهذا الزمان يغتال الأحاسيس الجميلة ويفقدنا القدرة على الحب وأشياء أخرى لا تستمر الحياة إلا بها، ترى هل يدرك أولئك الذين مروا في هذه الحياة ولم يتذوقوا الحب يوماً أنهم أبداً لم يمروا؟
باسل السويركي