نقرأ كثيراً في بعض وسائل إعلامنا، ونسمع أحيانا في مجالسنا، جرائم شنيعة يقف لها شعر الرؤوس، وتقشعر من هولها الجلود، وتذرف من بشاعتها العيون، فهذا قتل زوجه خنقاً، وذلك قضى على أطفاله حرقاً، والآخر قتل زميله رميا، ومثله من أردى والده ضربا، بل وهذا أنهى حياته منتحراً، وغير ذلك مما يجري في هذا المجتمع المتميز بتمسكه بدينه، المنفرد بعاداته وتقاليده، بل ومبادئه التي ترفض تماما مثل هذه الجرائم الشنيعة البشعة.
ومن الدواهي الكبرى أن المرض النفسي، صار عند بعض الناس مبررا لتلك الجرائم، فخانق زوجته، وحارق أطفاله، وقاتل زميله، وضارب والده، وقاتل نفسه، إنما هو مريض وجد بحوزته وصفة علاج نفسي، أو وجد له ملف في مصحة نفسية.
فهذه القضية الخطيرة التي تكاد أن تكون ظاهرة، جديرة بالاهتمام، وتستحق العناية لأن أكثر الجرائم التي تنشر وتنقل، يكون وراءها مريض نفسي، إلى درجة أن الناس صاروا يتوقعون الجريمة في أي لحظة من أي مريض نفسي، وينتظرون أن يكون المرض النفسي دافعاً ومبرراً لكل جريمة.
إن الدولة-وفقها الله- لم تأل جهدا، ولم تدخر مالا في هذا المجال، بل اعتنت بالمرضى النفسيين، وعملت لهم المصحات، وأنفقت عليهم ملايين الريالات، ومن حق المجتمع أن يحمي من كل خطر، ومن حق أفراده أن يعمل على حفظ دمائهم وأعراضهم، بل ومشاعرهم، وهي مسؤولية الجميع.
* حائل - ص. ب 3998