لو عقدنا مقارنة سريعة وسهلة بين خطابات الملك عبد الله وخطابات بعض السياسيين العدائية, لوجدنا الفارق جلياً, فالعالم كله بات يعرف الفرق الكبير بين الملك عبد الله كداعية للسلام وبين الساسة الذين لا تهنأ لهم حال إلا عندما يثيرون فتنة هنا وهناك.

لقد وعى العالم خطابات الملك عبدالله وأيقنوا تماماً أنه يسعى لنشر ثقافة السلام والتسامح, وسعدوا به وهو ينشر الإسلام كدين قابل للتعايش مع ثقافات العالم كلها, وبارك العالم أجمع زيارته لبابا الفاتيكان, وتدشينه لمؤتمر حوار الأديان, بوصفهما دليلاً حياً على صدق الملك في دعوته للسلام. لقد شاهد العالم أنه يفعل ذلك كسلوك ملموس على أرض الواقع, شاهدوه يقول الحب ويفعله, يدعو للسلام ويطبقه, يدعو للتعايش وهو بذاته يعيش تفاصيل ملامح العالم. الملك عبدالله عندما يفعل ذلك فلأنه يعيش المرحلة بكل تفاصيلها, فلا تشم في خطاباته (هرطقات) الستينيات, ولا انفعالات القوميين, ولا تطرف الإرهابيين, ولا (عجرفة) السياسيين.

إنه ملك الإنسانية, ملك الخير, الذي يحب للعالم ما يحب لنفسه. لقد أصلح الملك عبدالله بخطاباته العالمية ما أفسده الإرهابيون, حيث أعاد للإسلام سماحته ووهجه ومكانته, وبذل جهداً كبيراً في تحسين الخطاب الإسلامي مقابل الخطاب المتطرف الذي يقسم العالم إلى قسمين: دار الإسلام ودار الكفر, ذلك الخطاب المنكفئ الذي يحرض على قتال العالم.

الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

جاءت من خلال الملك عبدالله والرئيس أوباما ك(سياسة) توجه العالم باتجاه السلام, انطلاقاً من قيم الإسلام, وهي لحظة تاريخية للعالم عندما يوجه الملك والرئيس رسالة ذات مغزى لكل البشر نابعة من القرآن الكريم, إنها لحظة تاريخية أن ينجح الملك في استقطاب ردود فعل إيجابية من الحكومة الأمريكية تجاه الإسلام والملسمين, إنه نجاح انهزم أمامه كل قوى الشر التي تسعى لإشعال فتيل الحرب. إنه الملك الصالح حين يقول وحين يفعل.