نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي أكدت فوز الأكثرية المتمثلة في فريق 14 آذار تعني أن اللبنانيين اختاروا مبدأ النظام على مبدأ الفوضى، ومنطق القانون على منطق القوة، ومصالح الشعب على المصالح الشخصية. وبتعبير بسيط فقد اختار اللبنانيون الدولة.
اللبنانيون يريدون أن يعيشوا تحت مظلة دولة تشملهم جميعاً. ينتصف فيها المظلوم من الظالم، ويأخذ فيها الضعيف حقه مثل القوي دون تمييز ودون اعتبارات مذهبية أو سياسية أو تدخلات خارجية. يريد اللبناني البسيط أن يكون محمياً بسلطة القانون وألا يشعر بخوف من أحد سوى من الله تعالى، بمعنى أنه لا أحد فوق القانون ولا دولة داخل الدولة.
اختيار اللبنانيين للمرشحين الذين يسعون لاستقلالية القرار اللبناني وسيادة الدولة يعني أنهم يريدون استمرار المحكمة التي شكلت من أجل كشف قتلة الرئيس الأسبق رفيق الحريري حتى تظهر الحقيقة. كما أن هذا الاختيار يؤكد رفضهم للتدخلات الخارجية في شؤونهم الخاصة، ورغبتهم في رؤية دولتهم حرة وذات استقلالية تامة وسيادة.
كما أن هذه النتائج تؤكد أن اللبنانيين لا يريدون أن يكون مصيرهم مرتبطاً بقرارات واردة من الخارج. فهم يريدون على سبيل المثال أن يكون قرار السلم والحرب في يد الدولة ووفق ما تقتضيه مصلحة الشعب، لا مصلحة الحزب.
هذه النتائج تؤكد أن اللبنانيين يريدون حكومة قوية لا تتعطل أعمالها بسبب تنازع الأهواء. يريدون حكومة ترعى مصالحهم، وتضمن لهم عيشاً كريماً كباقي شعوب الأرض!.
وكما أن الفائزين يجب ألا يطغوا، وأن يكونوا على قدر المسؤولية التي أنيطت بهم، فإن على الخاسرين أن يقبلوا بالنتائج وأن يعيدوا حساباتهم، وأن يقدموا مصالح بلدهم لا مصالح الآخرين.
***