جدة - عبدالله الدماس - الرياض - «الجزيرة»
كشف لـ(الجزيرة) عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان الدكتور فهد الخضيري عن تكوين لجنة خاصة لدراسة تبني القضايا الفردية ضد شركات التبغ مكونة من ثلاثة قضاة ومستشارين قانونيين وعدد من المحامين، وقال إن الجمعية مستعدة لدفع تكاليف القضايا ضد تلك الشركات لأي مواطن يرغب في مقاضاتها للحصول على تعويض للضرر الذي لحق به بسبب منتجاتها. وأكد الخضيري أن شركات التبغ تحولت بإسترتيجيتها التسويقية للمنطقة ودول العالم الثالث بعد تعرضها لضغط كبير في أمريكا والدول الغربية بسبب كثافة القضايا الفردية التي أارهقتها واضطرتها للهروب والبحث عن أسواق جديدة لا تملك ثقافة التقاضي الفردي ضد تلك الشركات، وامتدح في هذا الإطار استيقاظ الوعي لدى أفراد المجتمع السعودي مؤخراً بعد التحرك الفردي لبعض المتضررين الذين لهم كامل الحق في الحصول على التعويض من تلك الشركات التي قال إنها تبيع السم وتمهر ذلك ببصمة اعتراف على علب السجائر من خلال عبارة (التدخين ضار بالصحة ويسبب السرطان) وأكد مكافحون ل(الجزيرة) أن فتح المحكمة العامة بجدة باب قبول النظر في الدعاوى الفردية ضد شركات التبغ بالمملكة يهدد بنسف استثماراتها في السوق السعودية مبررين ذلك بأنه يمهد الطريق أمام قضايا كثيرة ضدها من أفراد المجتمع المتضررين من منتاجاتها، ويأتي ذلك في ظل إنفاق وزراة الصحة 5 مليارات ريال سنوياً لعلاج مرضى التدخين، ودعا الأمين العام للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء) سليمان الصبي إلى توجه المتضررين من ما أسماه وباء التدخين إلى المحاكم السعودية لتعويضهم عن الأضرار الصحية التي لحقت بهم بسبب منتجات التبغ. وحول القضية التي قبلت محكمة جدة النظر فيها قال الصبي إنها تمثل تحولاً نوعياً في ثقافة التقاضي ضد شركات التبغ بالمملكة على مستوى الأفراد. وأضاف: بتنا كمكافحين أكثر تفاؤلاً بمثل هذا التحرك الذي يمثل تهديداً حقيقياً لاستثمارات شركات التبغ في المملكة. وأضاف: هذا التحرك أيضاً للمتضررين السعوديين من منتجات التبغ يمثل ذراعاً أيمن لتوجهات وزارة الصحة في مقاضاتها لتلك الشركات، وأبان أن جميع الجهات والهيئات العاملة في مجال المكافحة بالمملكة ستدعم هذه القضية كما ستدعم كل القضايا المرفوعة ضد شركات التبغ. ويرى المدير التنفيذي للجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكة المكرمة (كفى) عبدالله سروجي أن جمعيته تدعم هذه الدعوى معنوياً، وقال: مقاضاة شركات التبغ أمر لا مفر منه لأنه ثبت الضرر المباشر وغير المباشر سواء كان ضرر الجراك أو المعسل أو أي مادة أخرى من منتجات التبغ، وأضاف: ثبت علمياً وباعتراف شركات التبغ بأن التدخين هو مسبب رئيس لمرض السرطان كما هو مدون في كل عبوة، مشيراً إلى أن هناك علاقة وطيدة بين السبب والمسبب بحيث لا يمكن تصور الضرر الواقع من التدخين دون النظر إلى السبب ذاته. وأكد سروجي بأن المشتكي أصبح شبة معاق لا يستطيع الكلام إلا عبر جهاز خاص بالتخاطب، مؤكداً بأن المواطن السعودي ليس أقل مكانة من المواطن الأمريكي أو الأوربي والذين يحصلون على تعويضات تفوق الخيال.
وكان المدعي (رجل أعمال) الذي قدم دعوته لمحكمة جدة قد طالب بتعويضه 37 مليون ريال نتيجة تعرضه لسرطان الحنجرة بسبب التدخين بموجب التقرير الطبي الصادر بهذا الصدد، وقال المدعي أنه وفي حالة حصوله على هذا التعويض سيقوم ببناء مستشفى لعلاج مرضى التدخين لإدراكه بحاجة المدخنين إلى العلاج والمساعدة، وقد انضم رجال الأعمال المدعي للعمل متطوعاً بجمعية (كفى). يُشار إلى أن هذه الدعوة تعتبر الأولى على مستوى الشرق الأوسط في مقاضاتها لهذه الشركات أمام المحاكم استناداً إلى الاتقافية الإطارية المبرمة مع منظمة الصحة العالمية والموقع عليها من قبل المملكة.