Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/06/2009 G Issue 13403
الثلاثاء 16 جمادىالآخرة 1430   العدد  13403

دفق قلم
وفود التضامن
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

حينما رأيت ذلك الخبر المصوَّر عن الاعتصام الذي قام به في ميدان من ميادين القاهرة عدد من أفراد السلك الدبلوماسي الأمريكي وعوائلهم تضامناً مع غزة، ومطالبةً بفك الحصار الظالم عن أهلها، وذلك في اليوم الذي ألقى فيه الرئيس الأمريكي (أوباما) خطابه في جامعة القاهرة مخاطباً به العالم الإسلامي، وهو خطاب سمعه الجميع، وتباينت فيه الآراء، أقول: حينما رأيت أولئك المعتصمين الأمريكيين من أجل غزة تذكرت تلك الوفود التي جاءت في حملات إلى غزة من دول أوروبية، وكان أولها الوفد البريطاني الذي ضمَّ عدداً من البريطانيين، وكذلك الوفد الأوروبي الأخير الذي تعب حتى وجد إذناً بالدخول إلى غزة، وشعرتُ بتقديرٍ لأولئك القوم الذين شعروا بمآسي أطفال ونساء وشيوخ غزَّة (شعوراً إنسانياً) فجاؤوا منادين برفع الظلم والحصار عنهم، وآمنت بأن الحقَّ لا يموت، ولا ينهزم ولا يستطيع أعداؤه أن يسلبوه ثباته وبريقه وبهاءَه، مهما بذلوا من وسائلهم، ونحن مأمورون بأن نشكر أصحاب الفضل على فضلهم، لأن ذلك من العدل الذي ربَّانا عليه ديننا الحنيف، ونحن نقدِّر الجهود الكبيرة التي يبذلها كثير من أصحاب الرأي والفكر وعمل الخير من المسلمين، ونشيد بها دائماً، ولكنَّ تلك المواقف التي يقفها غير المسلمين من الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم أصبحت من البروز بمكانةٍ تدلُّ على صدق دعمهم لقضية المسلمين العادلة وعلى عمق إحساسهم بالمأساة الكبرى التي خلَّفتها الغارات اليهودية الهمجية على غزَّةِ البطولة والإباء.

هنالك أنباء تناقلتها وسائل الإعلام عن ان هنالك أكثر من مائتي متضامن أمريكي، فيهم برلمانيون، يعتزمون الاعتصام الشهر المقبل عند معبر (رفح) للمطالبة بفتحه بشكلٍ دائمً، ويؤكدون أنهم سيظلون معتصمين حتى يتم لهم ما يريدون، أما في بريطانيا فقد بدأ عدد من المتضامنين مع غزَّة إضراباً عن الطعام قبالة منزل وزير الخارجية البريطاني، أما الوفد الأوروبي الذي وصل إلى غزة يوم الثلاثاء 2-6-1430هـ 26 مايو 2009م، فقد قام بدور رائع في مواساة أهل غزة، واطلع على أوضاع اللاجئين في القطاع.

أرأيتم - أيها الأحبة - كيف يتضامن مع الحقِّ عقلاء البشر الذين يعرفون الحقَّ من الباطل، ويرون الأوضاع على حقائقها، ولقد سمعت كاتباً سياسياً أوروبياً متخصصاً في شؤون اللاجئين الفلسطيين يقول: نحن نناصر أهل الحق، ونرفض الغطرسة اليهودية التي لا تحتاج إلى أدلَّةٍ في إثباتها، فهدم البيوت والمساجد، وقصف الطائرات، والأسلحة المحرمة دولياً، والفسفور الأبيض، كلُّها شواهد لا تردُّ وأدلَّة لا تُدْفَع، ولا ينفع معها أي تضليل إعلامي، أو ترويج للأكاذيب التي يطلقها اليهود ومن شايعهم.

وفودٌ تستحق أن نشكر أعضاءها على دعمهم وحسن صنيعهم.

إشارة

كفانا الخداع كفانا النفاق

فإنا درسنا خداع البشر


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد