Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/06/2009 G Issue 13403
الثلاثاء 16 جمادىالآخرة 1430   العدد  13403
محمد عبده ومشاعل الروعة
يحيى فرج المنديل(*)

 

الألبوم الجديد الذي خرج به الفنان اللفتة والمبدع الفريد محمد عبده تحت عنوان (وحدك) يعتبر واحداً من الألبومات المتميزة الذي يشدك بالإبهار والتعايش مع الفن الراقي الجميل.. فهذا الفنان يجبرك على احترامه ويأخذك إلى التحلق مع سماوات الإبداع والتمتع بتلك الألوان الزاهية التي تكتسي بعمق الكلمة واللحن والأداء لتكون الإجادة هي عنوان تلك المشاعر الفياضة التي تنهمر من شلالات العطاء الفني لهذا الفنان الذي امتلك ناصية الفن وتربع على عرشه كأبرز فناني هذا العصر.. كما أنه امتلك بصوته الفريد قلوب عشاقه الذين افتتنوا بأغنياته المنسابة كنهر عطاء متدفق.. وبناء على ذلك فقد تعامل الفنان محمد عبده مع الفن من عدة زوايا جعلته متقدماً على أقرانه فهو دائماً ما يبحث عن ما يضيف له نجاحاً يتجاوز به كل مرحلة إلى مرحلة جديدة تبين مدى حرصه على ذوق المستمتعين والمحبين لفنه.. فالكلمة المنتقاة تدفعه دائماً إلى البحث عن ملحن متمكن يعرف كيف يتعامل مع طبقات صوته.. فإن كان الأمير بدر بن عبدالمحسن هو سيد الكلمة المغناة فهو يعرف كيف يستنطق أجمل ما يكتب من مشاعر كانت هي نقطة التحول في غالبية أغنياته.

لكن يأتي ألبوم (وحدك) ليسطر بحروفه أجمل الكلمات الذي يولف بين عمالقة شعراء الأغنية الأمير بدر بن عبدالمحسن والأمير سعود بن عبدالله والشاعرة ثريا قابل والملحن العملاق محمد شفيق كما أن الألبوم يغوص في مفردات الفلكلور الشعبي بما يتناسب مع مفردات العصر وبموسيقى جذابة متصلة بالوجدان.

الأغنيات الثمانية في هذا الألبوم تخرج إيقاعاتها من اللون البحري والخبيتي ومقام البيات ومقام عجم ولكنها ألوان محببة تنساب من خلالها الكلمات لتخرج بألحان غاية في الروعة.

بدر بن عبدالمحسن أو محمد شفيق شكلا مع هذا الفنان إبداعاً محورياً جذب المستمعين الذين تفاعلوا معهم لأنها تترجم مشاعرهم المختلفة وتسبر أغوارهم.. فكان هؤلاء العمالقة هم محور الأغنية الخليجية والمدرسة المتفردة التي سار على نهجها العديد من الفنانين الشباب.

ألبوم (وحدك) يحتوي على ثمانية من الأغنيات الرائعة الجميلة والتي تبتدئ ب(وين يأخذك.. الله العالم.. يا ترى جرح أو دوا.. الله العالم - قللي يا فجر ضوي.. وين يأخذك الهوى).

كلمات معبرة مملوءة بالمشاعر المتفجرة التي تخاطب شغف القلب وتثري الوجدان وقد أداها الفنان محمد عبده بإحساسه العميق، والأغنية من اللون البحري الذي طالما يبدع فيها الفنان محمد عبده.. ثم تأتي أغنية بحر العيون وهي تتغير في تشكيلاتها والتي تقول مطلع الأغنية:

تقول اللي طرف عينك أنا مدري هدب أو عود

احس اني من اللي صابها ما شوف قدامي

هي رائعة من روائع الأمير بدر بن عبدالمحسن هذا الشاعر الرهيف الذي ينبض بالمشاعر الفياضة.. ويمتد الحث في هذا الألبوم مع رائعة الأمير الدكتور سعود بن عبدالله برومانسيته الممزوجة بالمفردات المتقاطرة فناً وإبداعاً (البارحة) تزين هذا الألبوم وهي تقول (البارحة كانوا كثير.. كان الحكي شوق وغرام - أحد حكي عني بخير.. وأحد ظلمني بالكلام).

ورمت الشاعرة الرقيقة ثريا قابل بقصيدة (وحشني زمانك) وقد أجاد محمد شفيق وهو التعاون الثاني بين الاثنين الشاعرة والفنان محمد عبده:

حني جوه بعيونك.. شوف بيا الدنيا كيف

احلى من شوقي وجنونك.. لما اجي لك يوم ضيف

والله واحشني زمانك.. جلستك حضنك حنانك

هي غربة وشوق ولقاء مملوء بالإخلاص والحنين.. هي فيض مشاعر منغمسة بطعم الحياة الذي يتجرد بالحب.

أما أغنية (سلم) للأمير بدر بن عبدالمحسن فهو لون شعبي بمقام (الرست) والأغنية لوحة جميلة رسمها الشاعر وتلقفها الملحن وأجادها الفنان العملاق محمد عبده وهو يثري بحنجرته لترجمة تلك المشاعر النبيلة.

الألبوم هو إضافة حقيقية لفن ومدرسة محمد عبده المتفردة وقد لاقى النجاح المتوقع لأنه جمع بين الكلمة الرصينة واللحن المهول والأداء الذي لا يجارى فيه الفنان الذي يطوع الزمن ويمتلك به ناصية التاريخ.

(*) جمعية الثقافة والفنون – الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد