Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/06/2009 G Issue 13403
الثلاثاء 16 جمادىالآخرة 1430   العدد  13403
الشيخ النويصر رحمه الله
صالح العبدالرحمن التويجري (*)

 

السلام عليكم ورحمة الله، وبعد: فها هو الشيخ محمد بن عبدالله قد اختاره الله إلى جواره وإلى جنات الفردوس بمشيئة الله بعد مشوار حافل بالأعمال الخيّرة لوطنه ولأبناء وطنه، وهاأنذا أحد موظفيه السابقين أنعاه بكل أسى وسينعاه الكثير منهم إن لم يكن بالقلم فباللسان وإلا فبالقلب؛ بسبب رابط المحبة والتقدير، وقبل كل هذا وذلك هو الرجل الذي عمل إلى جوار الملكين (خالد وفهد) رحمهما الله رحمة واسعة بكل تفان وإخلاص، لا يعرف الكلل ولا الملل، صدوق في تعامله مع الآخرين، عطوف على المحتاجين، مقدر للعاملين من موظفيه، واسع البال، قليل الغضب، وجهه دائماً طلقا لا يعرف الانتقام ممن أساء الأدب أو العقاب لمن أهمل في العمل وإن فعل فبطرق بعيدة عن الإساءة أو الاستنقاص، وهو بماله لا يبخل، وبجاهه لا يتمنع، ليّن الجانب، سهل التخاطب، إنه رجل الدولة بحق، لا ينكر الزمالة، أحب العاملين معه فأحبوه فاخلصوا، لا يتسرع إحالة موظفيه إلى التقاعد إلا من رغب لعلمه بشدة تعلق الموظف بكرسي وظيفته؛ لأنه من المغريات بحق؛ فلقد أبقى الكثير من موظفيه على رأس العمل بعد تجاوزهم سن التقاعد بسنين، وتوفي البعض منهم وهم على رأس العمل، لا أعرف مسؤولا في الدولة نحا هذا المنحى سواه، ولقد تولى رئاسة الديوانين (الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء) في آن واحد ردحا من الزمن، إنه خلية نحل في مكتبه؛ فرؤساء الأقسام في الديوانين يتقاطرون إليه لعرض ما لديهم كل يوم، واحدا تلو الآخر، وإذا عرضت عليه ما لديك فكأنه لم يستمع إلى سواك، واسع الإدراك في عقله، مدرسة إدارة لا تفيض أبدا ولا تنكمش، سبحان الله الذي أعطاه تلك الصفات الخلقية والإدارية وألهمه سعة الأفق ومنحه ساحة من الاطلاع ووهبه سعة البال، فأنعم به من رجل دولة ومن مدير إدارة ومن صديق عمل.. إنه رجل الدولة، وإنه الرجل المناسب الذي وضع في المكان المناسب، فاللهم أحطه بشآبيب رحمتك وأسكنه أعالي جناتك واجعله (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا). وأخيراً، أرجو من جميع من عملوا تحت يده أو تعامل معه أن يدعوا له بالرحمة والغفران جزاء ما قدّم لهم ولسواهم من أبناء الوطن، وللوطن جل عمره من خدمات جليلة لا ينساها إلا ناكر للجميل ولا يجهلها إلا القليل و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، أنت الباقي سبحانك وغيرك الفاني، فعسى أن نكون من الوجوه الناضرة التي إلى ربها ناظرة.

(*) مدير إدارة الأخبار والتقارير في الديوانين سابقاً



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد