Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/06/2009 G Issue 13403
الثلاثاء 16 جمادىالآخرة 1430   العدد  13403
ترجل فارس التعليم بالرس
رشيد بن عبدالرحمن الرشيد

 

الحكاية غريبة، والعشق كبير، والعمل أمانة عظيمة أديت إن شاء لله بصورة أرضت البارئ ثم الوالي.. مواطنة صادقة وإدارة حكيمة ومشقة عظيمة.. كان الطريق طويلاً.. ولم يكن ناعماً بالورود ولكن بالإخلاص والصبر والتفاني، كانت الحكاية والمسيرة التعليمية في محافظة الرس.. هذا، ولقد حمل الأستاذ المربي الفاضل محمد بن صالح الغفيلي هذا الهمّ العظيم بقلب كبير وكفاح عظيم منذ عام 1407هـ، ولم تكن سفينة التعليم هادئة، ولكن في بحر متلاطم من المعوقات والسلبيات استطاع هذا الربان أن يقودها إلى الشاطئ الجميل.. وحق لنا أن نطلق عليها الفترة الذهبية.

لقد بذل هذا الفارس الجهد والعطاء والوقت حتى استطاعت إدارة التربية والتعليم للبنين بمحافظة الرس أن تقف شامخة وسباقة في بناء المدارس الحكومية في أطراف مختلفة من هذه المحافظة الغالية.. وهذا الإنجاز جهد يذكر فيشكر.. وكان حرص الأستاذ لا يقف عند ما سبق؛ فقد كانت الإدارة تستقبل وتشارك وتمثل وتحقق إنجازات بلغة الأرقام في جميع المجالات التربوية والتعليمية على مستوى المعلمين والمشرفين والطلاب.. ولا شك أن تشجيع الأستاذ محمد وحرصه ومتابعته كان لها أثر عظيم في تحقيق مراكز متقدمة.. هذا وبالرغم من مساحة الإدارة الجغرافية الشاسعة وتعدد المدارس في القرى والهجر والمراكز فقد كان الطموح عظيماً لهذا المربي والقائد الذي تمرد على جميع المعوقات والعقبات واستطاع أن يصنع إدارة ذات أبعاد وزوايا مختلفة تهدف إلى الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية في جو من الشورى والحوار مع صناع القرار.

لقد كان طبيباً ماهراً في معالجة كل ما يصيب جسد هذه الإدارة ويبحث عن العلاج المناسب حتى استطاع أن يضمد الجراح هنا وهناك ويرتب البيت التعليمي ويسد الثغرات، كما نجح إلى حد كبير في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، إنه صاحب المهمات الشاقة ورجل بمائة يعمل بصمت وينشد الكمال ويبحث عن كل ما يعود على أبنائه الطلاب بالنفع والفائدة والجو التربوي الممتع والمريح.. لقد أتقن العمل وأبرأ الذمم، هكذا نحسبه والله أعلم.

وفي الختام قرر أن يودع المكان وهو في قمة العطاء والعمل والأداء ليستريح المحارب بعد معركة طويلة ويترجل الفارس فندعو له بالتوفيق والسداد في حياته الجديدة وأن يكون مستشاراً وقدوة ونبراساً للجميع. ورجل بقامة الأستاذ أبو صالح يستحق من أهالي الرس عامة ومنسوبي التعليم خاصة حفلاً وداعياً مناسباً يشرفه أمير المنطقة أو نائبه أو وزير التربية والتعليم.

ويسرني أن أدعو أصحاب الشأن إلى عمل تكريم يفي له حقه؛ رداً للجميل، أطرح فكرة تسمية شارع أو ميدان أو مدرسة باسمه؛ فهذا قليل من كثير. وأخيراً أرجو له الصحة والعافية والتوفيق.

- الرس



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد