كنت أراجع أحد الموظفين في دائرة حكومية لإنجاز معاملة تخصني فتأخر ذلك الموظف لعدة أيام وعندما عاد علمت أن والده قد توفي فقدمت له العزاء وجلست في مكتبه لإكمال معاملتي، فدار الحديث بيننا ومما رواه لي من الظواهر الغريبة على مجتمعنا أنه أثناء نشره في الصحافة لنعي والده كان يتلقى رسائل تحثه على التبرع لأشخاص لا يعرفهم بواسطة هاتفه الذي وضع رقمه لتلقي العزاء ثم ذكر لي أنه تلقى اتصالاً من شخص نظم قصيدة في والده المتوفى وعدد مناقبه وسيرته وترحم عليه وذكر أسماء أبنائه حسب ما وضع في إعلان العزاء بدون سابق معرفة، ويقول إنه طلب تسليمي تلك القصيدة العصماء فأخبرته بأني خارج المملكة تفادياً للإحراج، كلما قرأ إعلان عزاء قالها، وهذه من نكد ومصائب شعر هذا الزمن المتردي و(مصائب قوم عند قوم فوائد)، والخافي أعظم والقادم أجمل أيها الشعر المخجل مثل ناظميه.
|
وقفة من شعر سلطان الحضبي السبيعي:
|
آخر زمان الشعر في ذا الساحة |
يشبه برامج طاش ياما طاشي |
حطم كيانه واعتزى واجتاحه |
الجاهل اللي في دماره ماشي |
ما يفهم ولا يسمع النصاحه |
لو قالوا عيوبه فوجه كاشي |
يجمع وقل العرف زاد اشفاحه |
على المجامل والنفاق المتاشي |
ساذج هرابيده تصير ارباحه |
الهزل له والجزل مياناشي |
هذي صراحه والصراحه راحه |
ما يملك من الشعر شي الواشي |
اهل الدرر والغوص والسباحه |
عافوا بحرهم سبة الخفاشي |
والورد والرواي والمياحه |
راحوا يبون الما وجو عطاشي |
لقوا عليه اللي لجيج صياحه |
يطرب له النمرود والغشاشي |
|