الحرس الوطني بأفواجه وفرقه وألويته وكتائبه وكليته ومدارسه يمثل قوة عسكرية هائلة نهل أبناؤه وتعلموا وتخرجوا في مدرسة البطولة والفداء والشهامة والإقدام (مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز) الذي كان ولايزال يولي لهذا الجهاز الهام اهتمامه ورعايته ودعمه وتشجيعه بالتساوي جنباً إلى جنب مع بقية القطاعات العسكرية الأخرى في بلادنا.
.. والحرس الوطني ممثلاً بجنوده وضباطه وقادته تحول من وحدات وتشكيلات تقليدية إلى وحدات عسكرية متطورة وأسلحة هي الأخرى متقدمة ووصل الحرس الوطني إلى أعلى درجات الرقي تسليحاً وتنظيماً وتدريباً. وجندي الحرس الوطني إضافة إلى مهامه العسكرية والتي تتمثل في الدفاع عن البلاد وحماية أمنها والحافظ على استقرارها فهو يساهم في كل مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية والأدبية والتراثية وينظر كل مواطن إلى رجال الحرس الوطني على أنهم أحفاد الرجال الأخيار الذين ساهموا مع جلالة الملك عبدالعزيز في بناء الدولة وترسيخ الأمن وحماية الوطن وأنهم ضد كل من تسول له نفسه النيل من كرامة الوطن وأهله والحرس الوطني يساهم في حماية المنشآت وخدمة ضيوف الرحمن ومصالح الدولة. لقد كان للحرس الوطني السبق في التلاحم والمحبة والأخوة وتقدير الزمالة والأمانة. تعلمنا من الحرس الوطني التسامح والنزاهة والرجولة والوفاء. وبالمناسبة فإن أول من تولى رئاسة الحرس الوطني سمو الأمير عبدالله الفيصل الفرحان ثم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز. وفي عام 1382هـ صدر أمر ملكي كريم رقم 45 وتاريخ 12-9-1382هـ يقضي بتعيين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيساً للحرس الوطني ومنذ ذلك التاريخ وحتى هذا العصر هاهم رجال الحرس الوطني يمثلون في إقدامهم وتفانيهم وطاعتهم لولي الأمر وخدمتهم لوطنهم المواطن المخلص المتفاني الوفي وقد أشرك الحرس الوطني في معارك لا يجهلها أحد ولسنا بصدد ذكر هذه المعارك والتي كان النصر ولله الحمد من خلالها لرجال الحرس الوطني البواسل.
لقد تعلمنا من الحرس أن ما سمعته هنا ورأيته هنا أتركه هنا. تعلمنا كل معاني الرجولة والإخلاص تعلمنا قوة العقيدة والإيمان. تعلمنا من الحرس الوطني الصبر والمثابرة والتعليم والمرابطة في سبيل الله تعلمنا من الحرس الوطني الولاء لله ثم للمليك وحب الأرض ورغم أننا تعلمنا من الحرس الوطني الإيمان بأن كل ما قدم هو في سبيل الوطن وأهله ورغم هذا فإنني مضطر إلى ذكر بعض الأسرار التي قد تخفى على الجيل الحالي عن رجال قد نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام والإنسانية وهذه ذكريات عايشتها منذ عام 1390هـ.
أتذكر أنه إذا جاء ضيف إلى أحد العسكرين فإن زملاء هذا العسكري يقومون بخدمته وخدمة ضيفه حتى إنه يعفى من أي عمل عسكري ما دام هذا الضيف متواجداً. أتذكر بأن أحد أبناء الحرس الوطني في التسعينيات الهجرية عثر على مبلغ كبير من المال ورغم قلة المرتبات في ذلك الوقت إلا أنه أصر على تسليم هذا المبلغ لمرجعه والذي بدوره وجد صاحب المبلغ وتسليمه له. أتذكر أن أحد الجنود ذهب في إجازة إلى أهله ولم يكن وقتها الاتصالات متوفرة وإذ بوالده يأتي إلى المعسكر ويسأل عنه وأبلغوه إنه مكلف بمهمة بعد أن أكرموه وقاموا بجمع مبلغ من المال وقالوا هذا من ولدك. وعند عودة الرجل إلى أهله وجد ابنه أمامه وأبلغه بما حدث. أتذكر أن أحد الجنود انتقل إلى رحمة الله تعالى بسبب حادث وجاء زملاؤه من ضباط وأفراد إلى والده وأبلغوه أنهم سددوا كافة ديونه. أتذكر أن القادة والضباط يشاركون الجنود في طعامهم وهذا لم يحدث في جميع دول العالم. أتذكر أن الفرد عندما ينتقل عمله إلى مكان آخر فإن زملاءه الذين انتقل من عندهم يودعونه بالقبلات والدموع والأماني بأن يوفق في مقر عمله الجديد.
أما الذين انتقل لهم فسيقبلونه بالترحاب والولائم. أتذكر بكل الفخر أن سيدي خادم الحرمين الشريفين يقوم بزيارات تفقدية مستمرة لوحدات وأفواج الحرس الوطني يشاركهم أفراحهم وأعيادهم ومناوراتهم العسكرية.
أتذكر أن كل عسكري يرغب إكمال دينه فإن زملاءه يقومون بمساعدته بجمع مبالغ مالية لمساعدته على تكاليف الزواج التي كانت باهظة في ذلك الوقت.
أتذكر أن الأمير بدر بن عبدالعزيز عُيِّن نائباً لرئيس الحرس الوطني في عام 1387هـ.
وأتذكر أن سمو الأمير الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز عُيِّن عام 1421هـ نائباً مساعداً لرئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية. وسيبقى بحول الله حرس الوطن شامخاً مدافعاً عن العقيدة والوطن ويردد جميع أبناء الوطن حييت يا حرس الوطن.