غدا الجمعة سينتخب الإيرانيون رئيسهم. وأمام هذا الرئيس عدد من الملفات الساخنة فيما يتعلق بعلاقات إيران الدولية. أولى هذه الملفات برنامج إيران النووي، وثانيها علاقات إيران بالولايات المتحدة الأمريكية في ظل رئيسها الحالي باراك أوباما. هذا عدا عن العلاقات الإيرانية الخليجية وملف الطائفية وغيرها من الملفات.
بعض المراقبين لا يرى أن الرئيس الإيراني بغض النظر عمن سيكون له دور كبير في تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية! إذ إنه لا يعدو كونه منفذا لسياسات وقناعات المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي!. وسواء بقي الرئيس الحالي أحمدي نجاد أو حل محله أحد مرشحي الرئاسة الآخرين فإن السياسة الإيرانية ستبقى كما هي!.
هذا الرأي عليه بعض التحفظ، فإيران في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي غير إيران الحالية، على الرغم من أن التغيير ليس كبيرا، ولكن لدى الرئيس هامشا من الحركة يستطيع إذا أراد أن يستغله في صالح تحسين شيء من علاقات إيران الخارجية، والتي تدهورت في ظل تشدد نجاد بدعم مطلق من خامنئي. لكن في كل الأحوال، فإن الفرصة الآن مواتية؛ لأن تعيد إيران النظر في تشددها فيما يتعلق ببرنامجها النووي، أو علاقتها مع أمريكا، لأن أمريكا اليوم يرأسها رجل مد يده أكثر من مرة لإيران من أجل فتح باب الحوار.
وإذا لم تستغل إيران هذه الفرصة وظلت على تشددها فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستطيع حشد الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي ضد الحكومة الإيرانية لأنه ساعتها سيقدم عذرا مفاده أنه حاول فتح قنوات الحوار مع إيران إلا أن قادتها رفضوا، واستمروا في عنادهم، وتهديدهم لأمن المنطقة والعالم. كذلك، فإن على الرئيس القادم أن يستغل ما لديه من هامش حركة في تحسين علاقات بلاده بجيرانها، لأنها قد تخسر الكثير، وستشعر بمزيد من العزلة فيما لو استمرت في سياساتها التدخلية، واستغلال الطائفية في علاقاتها مع الآخرين. انتخابات الغد يمكن أن تحدث بعض التعديل، لكن بعيدها هناك تعديل أكثر أهمية وأشد إلحاحا، وهو أن يعيد مرشد إيران تشكيل قناعاته السياسية كي يدفع الرئيس نحو سياسات أكثر عقلانية تعود على إيران وشعبها بالنفع الكبير.
****