لقد تحولت بعض القنوات الفضائية العربية إلى قنوات (فضائحية) بدرجة امتياز وتفوق وذلك وفق مخططات مدروسة ومرسومة ومسمومة، فالغناء الذي يبث من خلالها خلا من الحياء والحشمة، فقد خلا من الإحساس النقي والشعور القويم..
.. والرؤية التأملية والذوق الرفيع والذكرى الحميمة والتوحد الجميل، وأصبح الغناء مجرد لهو يغازل الأجساد والغرائز الشيطانية ويضيع العواطف الطرية في دهاليز مظلمة عميقة السواد، فاتحة الطريق أمام التيه والضياع والتشرد، فالأغنية الآن مجرد رقص وإباحة وأجساد مرمرية تزخرفها حركات الإخراج البهلوانية لأجساد شبه عارية لا تهدأ هزا وغمزا ولمزا مع حركات لنهود مجنونة وخواصر ضامرة وأجساد ريانة تتمايل مثل عيدان الأغصان الطرية أو شبه عيدان موز أو قافزة مثل أظبية ساكنة فجأة ترائي لها مشهد ذئب، تثير العواطف وتهيج الشجون وتتيح للشيطان حرية التحرك والتخطيط في رأس المشاهد، إنها سياسة البث الإباحي الفضائحي المتعمد والمدروس بتمهل عال وفق أجندة كريهة مترنحة أعدها وكتبها ملاك تلك القنوات الذين واءموا جيدا بين أهوائهم الذاتية ومصالحهم الشخصية ومتطلبات الكسب المادي العفن السريع وعرفوا بعد درس تام جيدا خطوط العرض والطول في كيفية استقطاب أكبر شريحة من الجمهور الذين غالبيتهم ما يكونون شبابا يافعا يبحث عن المتعة واللذة في المشاهدة والرؤية تبعا لحسه وإدراكه وفكره العمري، أن المخرجين للأغاني في تلك القنوات الهابطة السوداء التي تدعو للتقزز ومحاولة إخراج ما تم بلعه يبرمجون جيدا كيفية استباحة الحشمة وذلك لجلبهم أعدادا كبيرة من الفاتنات المليحات المياسات المائلات المميلات كي يمارسن الرقص الخليع لتسويق الأغنية الهابطة أصلا وبثها عبر بعض الفضائيات التي تدفع آلاف الدولارات لهذه المسرحية الغنائية الرقصية لتدمير البيت العربي وإسقاط المعايير الإنسانية من بين أركانه.
إن هذه القنوات الفضائيه (اللاأخلاقية) تعني بالمقام الأول تدمير مستقبل الأمة العربية وأجيالها من خلال (تمرير) عرض مسرحي يومي وعلى مدار الساعة عاريا وبائنا وواضحا ومكشوفا، أن دائرة عفونة هذه القنوات اتسعت كثيرا وانكشفت عوراتها وأصبحت جديرة بأن نطلق عليها مسمى قنوات (الخيانة العظمى) لمبادئ الأمة إنني ومن باب الغيرة والتحذير ومن باب المكاشفة سأعمل بجد وبما أوتيت من قوة على فضح هذه القنوات مدمرة الأمة ومطوحة شبابها نحو المجهول الغامض والتي تريد أن تخلع جلباب الحياء بقوة وبهوس قد يتحول إلى جن وتلبس فلديها ألف طريقة وطريقة ابتكارية لإخراج هذه الأمة من تراثها الحصيف، أنني أعيش في حذر وخشية دائمين فلم يعد للحياء لدى هذه القنوات وجود لأن أصحابها وملاكها والقائمين عليها مولعون كل الولع بالإسفاف والتردي وجاهززن فورا للتنازل عن كل مبادئ الحشمة والاحترام والذوق الرفيع والأدب الجم، أنني أناشد كل من به ذرة غيرة ورجاحة عقل ومبادئ رجولة وعلم نير ولسان قويم وقلم لا يجف ولا ينكسر أن يقوم بالمسارعة بتحريك الساكن من مشاعر الغيرة عنده والطلب من هذه القنوات سرعة إيقاف هذا البث الجنوني وعدم التمادي بممارسة بث هذا الإسفاف اليومي العظيم وتذكيرها بأن عواقبه الدينية والدنيوية على الأمة خطير وذا سمية قاتلة على المدى القصير والطويل، إنقاذا للأجيال الكبيرة القادمة والصاعدة، وإلا فلنتهيأ لقراءة الفاتحة وأدعية الرحمة على أرواحنا المسكينة المستسلمة ونقرؤها السلام بالكمال والتمام.
ramadan.alanazi@aliaf.com