كتب - فهد الشويعر
رحم الله ترابك يا طلال مداح؛ فلو كنت حياً ما ارتقى المراهقون مكانك ومكانتك، وتسلقوا اسمك (الكبير)؛ ليقذفوا بالحجارة مَن كنت تحب ويحبونك.
يخبرني أحد الزملاء الذين أثق بحصافتهم ورأيهم عن الموقع الإلكتروني للفنان الراحل طلال مداح - رحمه الله -، وعن (بعض) من أعضائه الذين جعلوا من الموقع فرصةً لشتم وقذف الفنانين والتقليل من شأنهم، وبخاصة البعض من جماهير خالد عبدالرحمن (المراهقين) الذين عادتهم الوصول إلى مناطق متدنية في توجيه النقد (مجازاً)، ورأيهم (المتطرف) في الكبار، وربما كان ذلك شعوراً منهم بالنقص أو بمعنى آخر: لم تكتمل ذائقتهم الفنية.
انتقد الإخوة في الموقع واسألهم إن كان ما يحدث برضاهم أم أن الكثرة غلبت شجاعتهم، وأن العقال قد فلت من أيديهم، خصوصاً أن موقعاً كهذا زرته بعد أن حكى لي صديقي عنه؛ فوجدته مكتظاً بالسكان، وأصواتهم عالية جداً في النقاش، وكل واحد منهم يريد (فرض) ذائقته ورأيه على الآخر، حتى ولو بالقوة. فيما أرى أن مثل هذا الأمر يجب ألا تستمر عليه إدارة الموقع؛ إذ لا بد أن يعوا أن الموقع يرتاده قراء وأعضاء من خارج المملكة، وقد يأخذون انطباعاً (سلبياً) عن الثقافة (المتدنية) لبعض الأعضاء، وبخاصة فريق خالد الذين ما فتئوا يشتمون ويسبون كأنهم على مدرجات الملعب. ولا أذيع سراً أن خالد لا يرضيه ما فعله قومه به.
لسنا محايدين مع طلال مداح، بل إن سمعته تهمّنا وسمعة جماهيره، ولا نرضى أن يسيء له أحد، ومَن أراد فليفعل ذلك خارج أسوار (مدرسته)؛ فهو مدرسة لا يدخلها الصغار ولا العابثون.
نحن نعلم ويعلم الإخوان في موقع طلال مداح أن فناننا الراحل قد تجاوز سعوديته منذ عشرات السنين، وأصبح ملكاً للطرب العربي، مثلما رفيق دربه فنان العرب. ونعلم جيداً، ولا نزايد، أن علاقةً بالحب كانت تربط طلال بجميع الفنانين، بلا استثناء؛ ولذا فمن غير المعقول أن يتم التركيز على محمد عبده نقداً، حتى لو (عَطَسَ)، واستخفاف الدم كأنهم في (مقهى).
ولي رجاء لجماهير خالد عبدالرحمن الذين أنشأوا له مواقع إلكترونية، وتبرأ منها بسبب مضايقاتهم للجميع وإحراجه مع أكثر من فنان، أن يعودوا إلى مواقعهم ليفعلوا ما يحلو لهم؛ لأن أصواتهم هناك لن تبلغ الحدود، وستبقى ضمن منطقة خالد عبدالرحمن الجغرافية لجمهوره ومتابعيه. أما موقع طلال مداح فاتركوه لمَن أراد أن يستفيد معلومةً أو نقاشاً حضارياً، وانقدوا مَن شئتم دون مساس بشخص هذا أو ذاك. ولي أمل بأن موقعاً كهذا فيه من العقلاء ما يضيق المكان عن تعديد وصفهم، ولهم عقول تعكس اختيارهم (الراقي) لصوت كان وما زال وسيظل (أيقونة) الفن السعودي وصمام أمانه وأعذبه على الإطلاق.
الموقع يجب أن يعيد النظر في مستوى الطرح، وأن يضع شروطاً وضوابط أكثر صرامةً، ولا مانع من (استبعاد) البعض وترك الفرصة لهم للبحث عن مواقع أخرى ينفسون فيها (مراهقتهم)، وما أكثرها!