جدة - صالح الخزمري
اعترف د. عبدالرحمن طه بخش أنه أغفل الجانب النسائي في تجربته التي رواها في كتابه (أيام العمر)، مؤكدا أن الأمر لم يكن إلا (سقط سهوا)، وقال ردا على سؤال نسائي حول السر في تجاوزه هذا الجانب (إنها غلطة، ولو تنبهت في وقتها لما أخطأت، لأنني أدين لوالدتي وإخوتي وزوجتي وبناتي بالفضل الكبير في حياتي)، الأمر الذي دفع بشقيقته الدكتورة هالة بخش أن تسارع بالمداخلة وتؤكد أن الحياة التي عاشتها وأشقاؤها في كنف والدها رحمه الله لم تكن بالصورة الرجعية التي تجعل أي منهم يغفل أهمية الدور النسائي في حياة أي منهم، مشيرة إلى أن دراستها كانت في مدرسة مختلطة.
وكشف الدكتور بخش ليلة تكريمه باثنينية خوجة أنه اتفق مع مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة الطيب على إجراء دراسة علمية حول أثر التداوي بالطب النبوي، وقال (اتفقت معه على ذلك، وكلف لجنة لدراسة الأمر، على أن يبلغني بالنتائج فور الانتهاء منها، والطب النبوي أكبر من الحديث عنه).
ودافع الدكتور عبدالرحمن بخش عن التأمين الصحي التعاوني المعمول به في المملكة، مبينا أنه ذو مميزات تتعدى السلبيات، رافضا فكرة مطالبة وزارة الصحة بالعدول عن البرنامج، واستبداله بالنموذج البريطاني حسبما طالب أخصائي الباطنية والسكري الدكتور عبدالعزيز معتوق حسنين، وقال (التأمين تستفيد منه الطبقة العاملة والفقيرة، ولا أظن أن الطبقة المقتدرة يمكنها أن تستفيد منه).
واعتبر وادي المسجد الحرام ربما يكون سبباً في تجنيب الأراضي الطاهرة مخاطر فيروس إنفلونزا الخنازير، الذي لا يستطيع العيش في درجة حرارة مرتفعة، وأضاف (أحسب أن الوادي الذي خصه الله تعالى ببيته الحرام ربما يكون رحمه للناس في ظل موقعه الذي يصعب معه بقاء الفيروسات على قيد الحياة).
وتطرق الدكتور بخش إلى الصعوبات التي صادفها في حياته الدراسية، (رسوب الستة مبتعثين الذين سبقونا شكل لنا رعبا خوفا من أن يكون مصيرنا مثل هؤلاء، لكننا اجتزنا بحمد الله عامل الخوف رغم صعوبة السنة التمهيدية).
وكان مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة أكد في كلمته أن المادة لم تطغ على مواقف بخش، مبينا أن حالة النهم المادي التي تسيطر على الدخلاء على مهنة الطب والشره في التكالب على جمع الثروات مهما كانت الوسائل غير حضارية، تشكل وصمة في جبين هذا القطاع المهم.
وأشار إلى أن الأخطاء الطبية التي تثيرها وسائل الإعلام المختلفة بين فترة وأخرى، تجعل من القطاع الطبي عرضة لعدم الثقة وتكريس هجرة المرضى إلى الدول الغربية وبعض دول الجوار رغم أن ما نملكه يوازي إن لم يتفوق على كثير من إمكانيات منافسينا في هذا المضمار الحيوي، داعيا إلى إيجاد الآليات التي تمكن الغيورين من ردع هذه الإفرازات غير المرغوبة. وتناول نجاح الدكتور بخش في المحافظة على قيمه ومثله وتقاليده الرفيعة.
فيما تحدث الدكتور محمد عبده يماني رئيس مجلس رعاة الاثنينية عن الأعمال الخيرية والأيادي البيضاء التي كان يتمتع بها بخش، ودوره الكبير في جمعية مرضى السكر.