Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/06/2009 G Issue 13405
الخميس 18 جمادىالآخرة 1430   العدد  13405
شاشة توقف
رسائل الجوال
عبد الباسط شاطرابي

 

أكره أن يتم فصلي من العمل برسالة جوال، بل أكره أن أفقد وظيفتي سواء برسالة جوال أو بغيرها، فالطرد من العمل أمر لا يتمناه إلا معتوه!!

لكن الجوال (الحشري) يدس أنفه الآن في كل صغيرة وكبيرة، وسيؤدي أدواراً في حياتنا لم تخطر أبداً ببال مخترع هذا الجهاز العجيب.

طبعاً من غير المستغرب أن يتم إبلاغ الناس بالأمور الإدارية عن طريق رسائل الجوال، وبالتالي فالترقيات والعلاوات والإجازات والفصل والتقاعد وغيرها.. كلها مرشحة لأن (تتجول).. أي أن تصبح عن طريق الجوال!

ومع جسامة الجوال ورسائله القصيرة، لي صديق يعمل صحافيا في منصب رفيع بإحدى الصحف العربية، لا يطيق التعامل مع الرسائل الجوالة، بل ولا يعرف كيف يكتبها.. نصحته مرات ومرات أن يتعلم ترتيب حروف الجوال، وأن يدرب أصابعه عليها، وأبديت استعدادي، في كرم حاتمي، أن أستقبل رسائله التجريبية مهما كانت غثاثتها! لكنه لم يبادر أبدأً بخطوة إيجابية، وانحصر ما يفعله في قراءة ما يرده من رسائل، ثم الاتصال بمرسل الرسالة للتحية أو للإجابة عنها.

صديق آخر قرر بعناد الابتعاد عن إرسال الرسائل بالجوال، وأن يشطب أي رسالة تصله قبل قراءتها. وعندما سألته عن سبب إحجامه، رغم أنه يجيد التعامل مع الرسائل القصيرة، قال إنه مقتنع بأن أغلب الرسائل المتداولة سفيهة المقصد والمعنى، وأن الناس أصبحت لا تتورع عن خسارة دراهمها في إرسال الرسائل التافهة والمنفلتة وقليلة الأدب!! وأضاف أن ابنه المراهق اطلع يوما على رسائل في جواله لم يرد أبداً أن يطلع عليها أحد، والمصيبة أن بعض تلك الرسائل كان قد أرسلها هو لآخرين، وكانت محفوظة، لسؤ حظه، في (الرسائل المرسلة)!

طبعاً وجود انفلاتات في الرسائل القصيرة لا يجب أن يحجب عن عيوننا ايجابياتها، لذلك فالمزايدة على جدوى الجوال ورسائله تبدو معركة خاسرة بكل المقاييس، لكن هذا لا يعني أنني سأرضى أن يتم فصلي عن وظيفتي برسالة SMS، فساعتها ربما أنضم إلى الفريق الخاسر، وأنادي معهم بسقوط الجوال ورسائله القصيرة والطويلة على حد سواء!!



Shatarabi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد