مفارقات لطيفة في مسيرة هذين الشابين، فقاسم الرويس الذي مسقط رأسه محافظة الدودامي وتحديداً القرية الصغيرة بها (مصدة) ولد في العام 1389 هـ بعيداً عن مسقط رأسه وآبائه وأجداده حيث كانت ولادته باليمامة التابعة لمحافظة الخرج، والبسيمي والذي تعود أصوله وجذور إلى بلدة أشيقر الغالية ولد في العاصمة الرياض في العام الذي يلي ولادة قاسم وهو العام 1390 هـ.
الرويس انتقل فيما بعد إلى الدوادمي مسقط رأسه، ومثله فعل البسيمي حيث انتقل إلى أشيقر مسقط رأسه، وفي هذه المدن كانت لهم حكاية، تستحق أن تروى، فقاسم الرويس أجاد أيما إجادة في وصف البادية سلوكاً وشعراً وفروسية ومعارك قديمة وأعراف قبلية وسلوماً اجتماعية بأسلوب راقٍ وبمهنية عالية، كما تحدث في العديد من مقالاته عن صلة أعيان البادية (لا سيما قبيلته الكريمة عتيبة) بمؤسس هذا الكيان وصقر الجزيرة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه.
والبسيمي أجاد أيما إجادة في وصف القرية النجدية، وكتب الكثير والكثير من حديث عن العادات والتقاليد وحركة المياه والحركة العلمية في أشيقر بشكل خاص وإقليم الوشم بشكل عام.
أتذكر أني كنت بصحبة البسيمي في أشيقر (القرية القديمة) ومعنا أحد كبار السن ممن انتقل إلى الدار الآخرة -رحمه الله- وكان البسيمي يحدد لهذا الرجل كبير السن مكان ولادته بالدقة وكأنه يعرف بيوت أشيقر القديمة مع أنه لم يدركه بل قد يكون والده -رحمه الله- لم يدركها (!)
ومثله قاسم فقد أجاد في دراسة أعراف قبيلة عند البادية وأجاد في ذلك، بل وألف دراسة مستقلة في هذا الباب.
والاثنان بمقالاتهما المتعددة ودراساتهما في الصحف والمجلات رصدا وصورا مشهداً مهماً للقرية والبادية في جزيرة العرب وطني العزيز السعودية.
والأهم من ذلك كله أنهما خير سفراء لمن زارهما كرماً مادياً والمهم الكرم الثقافي الذي لا يقاس به الكرم المادي وكلاهما مهم.
وأهم المهم بل تاج رأسهما هو الوطنية الصادقة فلم ينقل عنهما عصبية قبلية أو مناطقية ولم يكتبا ما يحرض على ذلك، وكل ما كتباه عن القبائل أو البلدان فهو وفق أسس منهجية ومنشور في صحف منضبطة أو في مجلات علمية محكمة.
من أجل هذا وذاك لم تجد لجنة التكريم المستقلة بداً من الموافقة ترشيحهما للتكريم دعماً لهما في مسيرتهما، وحثا لغيرهما من الباحثين للاقتداء في توثيق تاريخ الوطن.
للتواصل : فاكس – 012092858 / Tyty88@gawab.com