أندية كثيرة وكبيرة قد تتفق في توفر جميع مقومات نجاح استقطاب اللاعبين المحترفين المحليين من عقود مرتفعة وجماهيرية كثيفة وإدارات محترفة ومعسكرات فخمة ولكن تختلف في نجاح وتوفيق اللاعب المنتقل لهذه الأندية وذلك لاختلاف البيئة الموجودة والمتوفرة لنجاح اللاعبين في هذه الأندية، وكذلك بسبب اختلاف فكر وعقلية اللاعبين أنفسهم!!.
وحقيقة يعدّ ناديا الهلال والأهلي هما الأكثر أندية تميزاً في نجاح اللاعبين المنتقلين إليهما والأمثلة والشواهد كثيرة ومعروفة للمتابع الرياضي، فالهلال مثلاً يكفيه نجاح لاعبيه ياسر القحطاني وأسامة هوساوي والأهلي يكفيه التوفيق بمالك معاذ وحسن الراهب وغيرهم في هذين الناديين كثير.
وأما أكثر الأندية فشلاً أو عدم توفيق في نجاح اللاعبين المنتقلين إليه هو الاتحاد حيث لم ينجح لاعب لعب للاتحاد تقريباً إلا سعود كريري!! وغيره مع كثرتهم لم يوفقوا مع ملاحظة أنه قد يبرز لاعب تم استقطابه من أندية أخرى ولكنه لا يستمر هذا التميز إلا موسماً أو موسمين ثم يبعد أو يبتعد هذا اللاعب بشكل غريب!!.
وبالتأكيد هناك أسباب لهذا النجاح وذاك الفشل.. ومخطئ من يعتقد أن ارتفاع مبلغ الصفقة دليل على نجاحها وهذا ما كان يتغنى به عضو شرف الاتحاد منصور البلوي والذي أضر نادي الاتحاد كثيراً بكل أسف بهذا الفكر!!.
طبعاً من أهم أسباب نجاح اللاعب المنتقل لأي نادي هو احتياج الفريق الفعلي لهذا اللاعب وذلك لسد مركز فيه ضعف بالفريق يراه الجهاز الفني، وكذلك من أسباب النجاح توفير بيئة مناسبة ومناخ جيد للاعب يكفل له التوفيق بعد توفيق الله وأهمها تطبيق بنود العقد بحذافيره يجعل اللاعب يلعب بفكر خال من الشوائب، وأيضاً من أسباب النجاح عدم الاستعجال في الحكم على اللاعب، وكذلك عدم مقارنته بغيره من اللاعبين المتميزين في نفس المركز لكي لا يسبب للاعب ضغوطاً قد تتسبب في فشله، وآخر هذه الأسباب يعتمد على اللاعب نفسه بأن يعمل على تطوير قدراته والارتقاء بفكره ليصل لمستوى لاعب محترف فعلى.
أما أسباب الفشل أو عدم التوفيق فأولها عندما يكون اختيار اللاعب إدارياً عشوائياً لا للرأي الفني دور في ذلك الاختيار وهذا يحدث كثير وبكل أسف في أكثر أنديتنا، وهناك سبب رئيسي لفشل اللاعب وهو عدم إعطائه حقوقه المالية كاملة أولاً بأول، وأيضاً من أسباب عدم النجاح عندما لا يعطي اللاعب فرصته لإبراز ما عنده من قدرات، وكذلك عند الاستعجال بالحكم على اللاعب، ومن الأسباب كذلك عندما يقيم اللاعب الجمهور والنقاد الرياضيين لا المدير الفني للفريق لأن اللاعب يكون مرضياً للمدرب ويؤدي دوره التكتيكي على الوجه المطلوب ويخدم خطة المدرب وهذا يكون خفياً على الجماهير والنقاد فيبنى التقييم بشكل خاطئ، وأيضاً من الأسباب المبالغة في تقديم اللاعب لجماهير الفريق عند استقطابه وبالتالي يعيش اللاعب صراع نفسي لإثبات صحة قرار اختياره كلاعب محترف قادر على صناعة الفرق للفريق، وآخر أسباب الفشل تكون بسبب اللاعب ذاته عندما يدمر نفسه بنفسه بأمور يعتقد أنها عادية وهي خطيرة على مستقبله الاحترافي في سلوكيات خاطئة داخل الملاعب وخارجه وأهمها السهر المبالغ فيه وسوء التغذية والصحبة السيئة.
في الختام الكل ينشد ويتمنى النجاح في اختياراته للاعبين المحترفين ولكن هناك عقدة ابتليت بها بعض الأندية ألا وهي عقدة التخريب والدخول غير الاحترافي على الأندية الأخرى والمزايدة بشكل غريب يدعو للتأمل والدراسة لماذا هذه الأندية لا تتحرك إلا إذا تحرك الهلال والهلال فقط، وبالمقابل تبارك وتؤيد صفقات الأندية الأخرى.
نقاط سريعة
* مشكلة إذا عاشت إدارة الكرة بنادي الهلال دور المشجع واقتنعت أن هناك أزمة ظهير أيمن بالفريق وجعلت هذه الأزمة شغلها الشاغل وتركت ما هو أهم من احتياجات الفريق!! وإن كان نامي ليس طموح الإدارة فلماذا لا يعطى شباب النادي فرصة مثل سلطان البيشي أو باوزير المنتقل من نادي الشباب العام الماضي خاصة إذا كان البديل والطموح لدى الإدارة لاعباً مثل الرهيب مع احترافي له؟.
* ما زالت طريقة المفاوضات الهلالية مع إدارات الأندية الأخرى بشأن انتداب لاعبين جدد للفريق كما كانت بطء في التفاوض.. عدم سرية التفاوض.. ارتباك في التفاوض.. كثرة التردد وكثرة الاستشارات عند التفاوض!.
* ألف مبروك لجماهير الحزم بإدارتهم الجديدة والتوسعة الجديدة لمدرجات النادي التي ستتعكس بالتأكيد إيجابياً على استثمارات النادي وذلك بزيادة دخل النادي من تذاكر الجماهير.
* كنت أعتقد أن الهلال هو الشغل الشاغل لصحفيهم وكتابهم وجماهيرهم وذلك لكثرة ترديد اسم الهلال على ألسنتهم وفي كتاباتهم ولكن بعد مقابلة الاثنين اتضح أن الهلال قدوة يتمنون أن يصبحوا مثله حتى عند رؤسائهم وأعضاء شرفهم وأنه لا يحلوا الكلام إلا بذكر الهلال.
سليمان الجعيلان – الرياض / suliman2002s@hotmail.com