يلاحظ في هذه الأيام تزايد حوادث اعتداء يتعرض لها أفراد أو دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغالباً ما يكون المعتدون من فئة الشباب، وتلك الحوادث يمكن تصنيفها على أنها أعمال عنف ضد جهة حكومية رسمية يفترض أن يكون لها هيبتها وحصانتها!
لكن لماذا الهيئة مستهدفة دون غيرها من سلطات أخرى؟!، أعتقد أن لذلك سببين: الأول هو تلك الأخطاء التي يقع بها منسوبوها وخصوصاً من المتطوعين الذين كانوا دائماً المصدر الرئيس لتجاوزات لم تعد مبررة! وتؤدي إلى ردود أفعال أقلها تجديد ملامح الصورة النمطية السلبية عن دورها في المجتمع، السبب الثاني: بعض الكتابات التي تؤجج المشاعر ضدها مما جعل الشباب يجدون سنداً اجتماعياً وإعلامياً بأن الهيئة هي ند يجب مجادلته بل والاعتداء على أفراده!
لكن بتجرد تام فإن الهيئة تقوم بدور أمني مهم ربما فرضه التوسع العمراني والكثافة السكانية المتزايدة مما جعل الأجهزة المعنية لا تستطيع القيام بدورها كما يجب، ولها جهود لا تنكر في حماية الأمن الداخلي خصوصاً عندما يساهم رجالها في القبض على مروجي المخدرات أهم تحدٍ يواجهه المجتمع الآن! وكذلك القبض على شبكات الدعارة، بل والمساهمة في الحد من اتساع دائرة التحرش والمضايقات للعائلات في الأسواق، لكن عملها الميداني واحتكاكها بالمواطنين يجب ألا يتم بتلك الطريقة الاستفزازية (أحياناً) وليس بهذه الملابس التي لا تتخذ الطابع الرسمي فلا يعرف مَن هو المتعاون والمحتسب من الموظف الرسمي! والهيئة بحاجة إلى أن تعيد حساباتها لتتمكن من كسب تعاطف الذين يؤمنون بدورها وتتعامل مع المواطنين وخصوصاً الشباب بأسلوب يحفظ لهم حقوقهم وحرياتهم، وتتقبل النقد الإيجابي وان يكون لديها الاستعداد لمعاقبة منسوبيها عندما يخطئون وبذلك ستجد نفسها إحدى المؤسسات الأقل أخطاء والأكثر فائدة وستقلل من الاعتداءات التي تنتج أحياناً بسبب اجتهادات ليس لها أي سند نظامي!
alhoshanei@hotmail.com