قصة جميلة بعنوان معاني الحب وردتني بهذا الشكل الإنساني المؤثر يقول راويها: ذات صباح مشحون بالعمل وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً دخل عجوز يناهز الثمانين من العمر لإزالة بعض الغرز له من إبهامه وذكر أنه في عجلة من أمره لأن لديه موعدا في التاسعة قدمت له كرسيا وتحدث قليلا وأنا أزيل الغرز وأهتم بجرحه، سألته: إذا كان موعده هذا الصباح مع طبيب ولذلك فهو في عجلة.. أجاب: لا لكني أذهب لدار الرعاية لتناول الإفطار مع زوجتي فسألته عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية؟ فأجابني: بأنها هناك منذ فترة لأنها مصابة بمرض الزهايمر.. ضعف الذاكرة وبينما كنا نتحدث انتهيت من التغيير على جرحه وسألته وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الميعاد قليلا؟ فأجاب إنها لم تعد تعرف من أنا وإنها لا تستطيع التعرف علي منذ خمس سنوات.. قلت مندهشا: وما زلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت.. ابتسم الرجل وهو يضغط على يدي وقال هي لا تعرف من أنا، لكني أعرف من هي.. اضطررت لإخفاء دموعي وقلت لنفسي. هذا هو نوع الحب الذي أريده في حياتي.. قصة مؤثرة ولمثل هذا يرعى الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية في قاعة نيارة إطلاق الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر ومن يقوم برعايتهم وهو من أهم أمراض الشيخوخة وأخطرها.. وهنا دور أهل الخير ورجال الأعمال ومختلف فعاليات المجتمع لدعم هذه الجمعية بكرم وسخاء وقوة لكي تنهض بواجباتها على الوجه المأمول بإذن الله.
د.سعود المصيبيح