Al Jazirah NewsPaper Friday  12/06/2009 G Issue 13406
الجمعة 19 جمادىالآخرة 1430   العدد  13406

محمد القشعمي :
أحمد الباتل بعلاقاته الإنسانية الواسعة.. والجزاء من جنس العمل

 

تعرض الأستاذ القدير أحمد بن حمود الباتل لحادث مروري عند عودته للزلفي بعد أدائه العمرة في شهر رمضان عام 1427هـ، مما أبقاه طريح الفراش متنقلاً بين المستشفيات في الداخل والخارج، إذ تنقّل من مستشفى الزلفي إلى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، ثم أتيحت له الفرصة للسفر إلى ألمانيا للعلاج، وقد عاد دون فائدة تذكر وبقي بمنزله بالزلفي طريح الفراش، إلاّ أنّ أصدقاءه ومحبيه لكثرتهم، أصبحوا يتقاطرون إلى منزله صباحاً ومساءً، بحيث إنّ باب منزله يبقى مفتوحاً على مصراعيه من الصباح الباكر إلى ما يقارب منتصف الليل عدا أوقات الصلاة.

وأبو حمود أو (حامي) كما أصبح يطلق عليه كلقب محبب إلى نفسه وإلى أصدقائه، فهو يتمتع بروح مرحة ودعابة متناهية، بل إنّ ابتسامته الدائمة لا تفارق محياه رغم ما يعانيه من عجز في وسطه ونصفه الأسفل .. وقلّما يشكو وضعه الصحي لأحد، فهو دائم الشكر لله والدعاء للجميع وكثير السؤال عن أصدقائه ومعارفه وتفقد أحوالهم وصحتهم، وهو الآن ومنذ شهرين نزيل مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية بالرياض، وقد بدأ يشعر بالتحسن والتجاوب مع التمارين وإعادة التأهيل الصحي، إذ بدأ يستعين بيديه والأمل كبير في أن يشمله الله برعايته ولطفه وأن يكتب له الشفاء العاجل..

لقد زرته في أوقات مختلفة وقلّما أجده بمفرده؛ بل أجد غرفته مكتظة بالمحبين وبأعداد متزايدة، سواء من الرياض أو الزلفي أو غيرها.

فالرجل يتمتع في حياته العملية برحابة صدر ومحبة ورغبة في خدمة الجميع، فقد شهد له الجميع بحسن الخلق والصفات الحسنة، وبشاشة لا تفارق وجهه، ويتمتع بمكارم الأخلاق وحسن التعامل والصبر والكرم، وبذله للمعروف وسعيه للخير.

لقد طال بقاؤه على فراش المرض؛ مما حمله على تقديم طلب إحالته للتقاعد المبكر .. وهكذا فقد أقامت له مدرسته (مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية والمتوسطة بالزلفي) حفل تكريم يليق به، حيث تبارى عدد من أصدقائه بأسمائهم أو نيابة عن مؤسساتهم ودوائرهم بتقديم دروع وهدايا كرمز محبة ووفاء وعرفان، وضمن الحفل الخطابي الذي أقيم بالمناسبة، ألقى عدد من أصدقائه الخطب والقصائد، نذكر منها ما قاله الشاعر عطاء الله بن سليمان العطا الله، حيث قال:

نظمت القصيد بالرجل العصامي

أحييه وأهديه سلامي

وهل تشكو بيوت الشعر ضعفا

إذا ما سطرت في مدح (حامي)

بشوش صابر فذ أديب

حليم حافظ شيم الكرام

أكرمه بأبياتي وأدعو

له الرحمن في جُنح الظلامي

له الرحمن في جنح الظلامي

بأن ينجيه رب الكون مما

أصاب الجسم من شتَّى السِّقام

أصاب الجسم من شتى السقام

وأن يجزيه بالصبر ثوابا

وأن يشفيه خلاق الأنام

وأن يشفيه خلاق الأنام

تلاه الشاعر عبد الله بن سعود الدويش:

دعاني عيد نحوك إذ دعاني

فلبى خاطري قبل اللسان

أيا حامي حماك الله مما

تخاف لكي ترى صدق الأماني

تخاف لكي ترى صدق الأماني

فأنت الشهم وابن الشهم فينا

وأنت القلبُ يُملأ بالحنان

فما زالت زمالتنا سراجا

يضيء دروبنا في كل آن

مضت عجلى ولم تلبث يسراً

كأن لم نجتمع إلا ثوان

وأنت القلب يملأ بالحنان

فمكتبكم غدا للكل حضناً

رحيماً ضمَّ خيراتٍ حسان

ولن أنسى انطلاقك سباق

إذا ما خاب مقطوعُ الرهان

سكنتم في قلوب الناس حُباً

وصرتم من رجالات الزمان

كما ألقى الشاعر أحمد بن سعود الحمد قصيدة شعبية بعنوان (رفيع المقامي) وغيرهم.

وهكذا كما قال الشاعر قديماً:

(من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

لا يذهب العرف بين الله والناس)

فتحية تقدير وإجلال للأستاذ أحمد الباتل ونسأل الله له الشفاء والعافية والعودة إلى أهله ومحبيه، كما عهدوه بأخلاقه الفاضلة ومحبته وخدمته للجميع. ولا أنسى أن أشكر ابنيه الكريمين حمود وحمدان اللذين يتناوبان على رعايته ومرافقته بالمستشفى، وأسأل الله أن يعوضهما خيراً، ويجزيهما عن أبيهما أحسن الجزاء.

محمد عبد الرزاق القشعمي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد