كثيراً ما نقرأ في الحكايات الشعبية، وفي القصص المثيرة لفظة (طامح) الأمر الذي يجعل بعضنا في حاجة لبسط مفهوم طامح لغة ففي لسان العرب لابن منظور: طَمَحَتْ المرأة تطمح طماحاً، وهي طامح: نشرت ببعلها، والطَّماح مثل الجماح، وطمحت المرأة مثل جمحت، فهي طامح، أي تطمح إلى الرجال وفي حديث قَيْلَةَ: كنت إذا رأيت رجلاً ذا قِشْرٍ طمح بصري إليه، أي امتدَّ وعلا.
وعن أبي عمرو الشيباني: الطامح من النساء التي تبغض زوجها وتنظر إلى غيره.
ولهذه اللفظة (طمح) عند ابن منظور معانٍ كثيرة لا يهمنا ذكرها بقدر ما يهمنا ما يلفت النظر في بعض الحكايات والقصص الشعبية التي تتضمن - الطامح - والمطمحة - فالطامح هي التي ترى أن زوجها أقل منها قدراً وفهماً وعلماً وأدباً وربما لا يليق لها شكله وهيئته وربما لفقره وإنما زوجت به بإكراهها، ولعدم قبوله زوجاً لها تعافه وتكره معاشرته وتتوق إلى فراقه بأي طريق لا يمس شرفها أو يخدش من كرامتها، فنراها تستنصر بمن يؤثر عليه ويحمله على طلاقها.
أما المطمحة: فهي التي تلعب بها مظاهر الرجال فتقع تحت تأثير من يحسن تقمص الجاذبية سواء بالكلام أو غيره من الأوعاد التي سيحققها لها إن هو تزوجها متى طمحت عن زوجها وعافته وأنها ستجد لديه ما لم يخطر على بالها من الرفاه.
وما بعد هذا البسط لمفهوم - الطامحة والمطمحة - إلا الاستمتاع بقراءة بيت شعر بهذا الخصوص وذلك مثل قول أحد الشعراء:
أحب اللواتي هن في رونق الصبا
وفيهن عن أزواجهن طماح(1)
(1) مجمع الحكم والأمثال لأحمد قبش ص 90