بحضور السفير المصري محمود عوف وحضور عدد من الأدباء والمفكرين وأساتذة الجامعات وأبناء الجالية أقام المكتب الثقافي المصري ختام ندواته من خلال ندون بعنوان: (ثقافة الانتماء والتطوع) للدكتور عبد الله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة والمستشار الثقافي المصري.
الندوة التي أدارها الأديب الدكتور عبد الله الحيدري الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بدأت بكلمة موجزة لللسفير المصري محمود عوف الذي أكد على أهمية تعميق وتأصيل ثقافة الانتماء للأجيال الشابة.. وأن لها دوراً فعالاً خصوصاً أن الشعب عنصر أساس في هذه المنظومة بدليل أن معظم المشاريع التطوعية الخيرية الموجهة لمحدودي الدخل يديرها ويشرف عليها الشباب..
وطرح الدكتور عبد الله الحيدري عدداً من الأفكار والمحاور التي تساهم في نشر هذه القضية وأهمية الانتقال للأحيال الشابة خصوصاً أن العديد من هذه الشرائح تعيش أسرى لثقافات غربية تهمش من دورها لتعيش أسرى لثقافة الغربة داخل الأسرة والمجتمع..
ودعا الحيدري إلى أهمية التواصل والحوار بين أفراد الأسرة وبين المدرسة والجامعة حتى تنهض هذه الجامعات العربية وتقوم بدور بارز ومتميز في هذه القضية الهامة لما بينهما من تداخل وما لهما من أهمية في تقدم الأمم والشعوب.
تحليل مفهوم الثقافة وحدودها المعرفية
بدأ المحاضر الدكتور عبد الله التطاوي ندوته فأكد على أهمية الصدق مع المجتمع والتصالح مع الذات، إلى احترام الآخر، مع تحليل مفهوم الثقافة وحدودها المعرفية والنفسية والمجتمعية والسلوكية، وكذا مفهوم الانتماء ومفهوم التطوع، إلى جانب تحليل مفاهيم الحراك الاجتماعي والسلام النفسي وظاهرة الاغتراب، وتأصيل مفهوم المواطنة من خلال وجدان الشعراء ضارباً المثل بابن الرومي، وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهم، ومن كبار الزعماء والساسة من أمثال مصطفى كامل.. مشيراً إلى الطبيعة النوعية لدوافع التضحية من أجل الأوطان.
ودعا الدكتور التطاوي من خلال عدد من المحاور إلى تسجيل صور من الاعتزاز برموز الوطن وثوابته ومقدساته، إلى جانب تعميق ثقافة التواصل مع المجتمع، وتعظيم عمل الفريق وثقافة الفعل والإنجاز، وتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة، والمشاركة في صناعة مشروع النهضة، في ظل ثقافة التواصل والعرفان، مع التركيز على رعاية النشء وتأصيل الهوية، والاقتداء بالمثل والقدوة والنموذج مؤكداً على طبائع الانتماء الأسري والطبقي والمجتمعي والفكري والشللي وما بينها من فروق، وأشار التطاوي إلى سبل نشر ثقافة الانتماء والتطوع، من خلال دور رجال الأعمال - إذا ما أخلصوا للوطن - في بناء مشروع نهضة التعليم والبحث العلمي - إذا ما فعلوا - فعلاً في مساق حب الوطن أو تجاوزوا محنة المباهاة والإنفاق والبذخ في اتجاهات أخرى، ولو أنفقوا من أرباحهم قبل الأزمة المالية على التعليم والبحث العلمي لأنقذوا الوطن وشبابه من كثير من المتاعب، ولو تبلورت المواطنة لديهم في مشهد علمي لفتحوا مجالات تشغيل الشباب، وأوقفوا محنة البطالة، ولو انطلق عندهم صوت الانتماء لأدركوا أن عطاءهم للوطن يأتي من قبيل رد الجميل بما لا يستحق منهم منّاً ولا أذى ولا التشدق بإمكانية التبرع مقابل تخليد بعض الأسماء!.
بعد ذلك عرضت بعض المداخلات التي تدور حول أسباب ضعف الانتماء وضعف ثقافة التطوع مع ضرورة غرس الثقافتين في نفوس الأجيال الشابة عبر التساؤل عن دور المؤسسة الإعلامية إضافة إلى تساؤلات أخرى عن الدور السلبي لرجال الأعمال وعن عدم الحضور رغم توجيه الدعوة لهم وتخاذلهم عن التطوع والانطلاق عبر سبل المشاركة إلا من باب الوجاهة.