كتب - عبدالله الباتلي:
بين دمعات فرح حملتها أعين آباء يرون أبناءهم وهم يتخرجون في صرح (دار العلوم) التعليمي، وبين دمعات حزن حملتها أعين أولئك الشباب وهم يودعون زملاءهم ومعلميهم وتلك المدارس التي طالما اعتادوا الركض في جنباتها، بين ذلك المزيج المختلف من الدمعات، كان ل(الجزيرة) حضور خلال حفل اختتام فعاليات (مدارس دار العلوم) الذي خرج منه زواره والدهشة تعلو محياهم لما رأوه من حسن تنظيم وجودة إخراج وروعة أداء، في حفل كان عماد أنشطته مجموعة كبيرة من طلاب المراحل المختلفة في المدارس، وقدموا خلاله عروضاً رائعة نالت استحسان الحضور الغفير الذي تنوع بين أولياء أمور وتربويين ووسائل إعلام.
بُدئ الحفل بآي من القرآن الكريم، تلاه كلمة المدارس، ثم كان للمسرح حضوره المميز بطلاب موهوبين من أبناء دار العلوم القسم الابتدائي قدموا عرضاً إنشادياً رحبوا خلاله بالحضور، بعد ذلك كان لمبدعي القسم المتوسط دورهم الفعال في الحدث بالخروج بمسرحية رائعة عن أهمية الشجرة وضرورة المحافظة عليها، واتسمت المسرحية بقوة الأداء من الطلاب وتضمينها حقائق علمية أفادت الحضور.
موهبة شابة
ومن ثم انتقل بنا برنامج الحفل إلى فقرة من الإبداع الخالص عندما ظهر فتى مبدع يبلغ من العمر 13 سنة فقط ويدعى عبدالرحمن بن عبدالله الشرقي ليطل علينا بقصيدة رائعة الجمال عن الوطن، وتباين جمال القصيدة بين جودة أبياتها وأداء الطالب المبهر لها، مما جعل أكف الجماهير تلتهب بالتصفيق إعجاباً بموهبة هذا الفتى اليافع وتقديراً لما بذله أهله ومعلموه من جهد في إيصاله إلى هذه المرحلة من التميز في الأداء.
(شاعر المجنون)
أثناء إلقاء القصيدة الوطنية الرائعة كان بعض موهوبي المرحلة الثانوية بالمدارس يعدون العدة لمفاجأة الجمهور خلف الكواليس، وكان العمل على تزيين المسرح وتغيير تصميمه على قدم وساق، لتنقلب أرضية المسرح من أرض مقفرة قبل فتح الستارة إلى صالة جلوس بأحد المنازل الراقية، وليخرج طلاب الثانوية الأفذاذ بمشهد مميز عن الكذب وقصر حبله في قالب كوميدي ضرب بدخول أحد الشباب إلى أحد برامج الشعر مثالاً على التدليس والكذب، وكانت النهاية تراجيدية أكدت فشل مشروع الاختلاق وسط قفشات مضحكة بين الفينة والأخرى.
صنّاع المستقبل
بعد انتهاء المشهد المسرحي الأخير كان لخريجي المدارس الثانوية كلمة ألقاها أحد الطلاب الخريجين، وبدأت بعدها مراسم توافد الخريجين الذين تزينوا بأحلى حللهم جذلاً بالمناسبة وتخليداً لذكراها، حيث اعتلوا منصة المسرح وسط أناشيد مبهجة والابتسامات تعلو محيا كل خريج منهم، والأمل يحدوهم لمستقبل مزهر يكونون فيه عماد الوطن وصناع مستقبله، وبعد أن اجتمع المكرمون على خشبة المسرح ارتقى سعادة الأستاذ عمار بن عبدالعزيز التويجري نائب رئيس مجلس الإدارة يرافقه مدير المرحلة الثانوية ليحتفيا بالخريجين ويأخذان معهم الصور التذكارية بهذه المناسبة، وسط تصفيق حار من أولياء الأمور وهم يرون أبناءهم وقرة أعينهم يتقلدون أوسمة النجاح الأولى بانتظار المرحلة القادمة من مراحل الحياة العملية.