بريدة - غالب السهلي
لعبت الأكلات الشعبية دوراً بارزاً في تنشيط الصناعات الغذائية الواعدة، وكذلك في تنمية الاستثمارات الأسرية، ولذلك فقد باتت هذه الأكلات مورداً مهماً وذات دخل جيد على الكثير من أسر المملكة ومستثمريها الصغار. فلا تزال ذاكرة أبناء مدينة بريدة محتفظة بالنقلة النوعية لأكلة (الكليجا) ووصولها إلى درجة التميز الممنوح لمدينتهم ولأسواقها الشعبية من خلال بقاء هذه الأكلة جزءاً من التراث الشعبي الذي لا يغيب عن المكنون الشعبي أو الذاكرة التراثية، وكذلك لشهرتها الكبيرة التي تجاوزت النطاق المحلي إلى العالمي وأصبحت مجالاً للتقليد والمحاكاة بوصفها واحدة من الصناعات الغذائية المهمة. لذلك أصبحت العملية نتاج (الكليجا) صناعة استثمارية تضيف قيمة في اقتصاديات مدينة بريدة وحراكها التجاري، بل عملاً جيداً للعديد من الأسر والتي أطلق عليها (الأسر المنتجة) خاصة حينما يكون صناعتها على المواد الطبيعية المتبعة أصلاً في ذلك. وفي الوقت الذي تعددت فيه أشكال تصنيع الكليجا في السوق المحلي، ظهرت كليجا مستوردة من خارج حدود السوق التقليدية وخصوصاً من هولندا، لتخلق بعداً دولياً للكليجا يكشف أن مكوناتها وتشابه تصنيعها يجعلها استثماراً محلياً قابلاً للتصدير والتوسع في الأسواق الخارجية. وكان عدد من المهتمين بالتصنيع الغذائي قد دعوا في مؤتمرات وندوات متخصصة إلى عدم الركون إلى التصنيع التقليدي والبحث عن أساليب تطوير تتجاوز المكونات التقليدية للأكلات الشعبية لتساهم في توسيع دائرة تسويقها.