إعداد - بندر الرشودي
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة القصيم - أن حملة سلامتي مسؤوليتي التوعوية، التي جاءت بمبادرة من سموه وقام بتدشينها مؤخراً, تأتي استحضاراً لقيمة الإنسان، وهي تحمل رسالة سامية نبعت من الأرقام الفلكية لحوادث المرور بالمملكة العربية السعودية، التي فجعت المجتمع بخسائر في الأرواح والممتلكات تعود أسبابها للمخالفات المرورية الناتجة من انعدام الوعي.
وأشار سموه - في حديثه الخاص إلى الجزيرة - إلى أن الحملة نبعت من عدة أبعاد، يأتي في مقدمتها البُعد الديني من خلال إبراز أهمية صيانة النفس وتعزيز الوعي انطلاقًا من أن الشريعة الإسلامية تؤكد منع الضرر سواء كان ذلك للفرد نفسه أو مجتمعه.
وثانيها البُعد الإنساني من خلال إبراز المعاناة الإنسانية حين يكون الإنسان ذاته هو مصدر شقاء نفسه أو أسرته ومجتمعه.
وكذلك البُعد النفسي من خلال أهمية الشعور بالأمن وتنمية مظاهر الشعور برفض المظاهر المهددة لإحساس المجتمع بالاطمئنان النفسي.
إضافة إلى البُعد الاجتماعي بإبراز أهمية العمل على عدم المساس بالشعور الاجتماعي بالأمن، وبذل كل الوسائل الممكنة لحماية المجتمع من مصادر تهديد ذلك الشعور.
وأخيراً البُعد الاقتصادي بالتأكيد على أهمية ترسيخ مفهوم المحافظة على الموارد البشرية والمادية والحد من ارتفاع الفاقد الاقتصادي لتأثيره في تنمية المجتمع على المديين القصير والبعيد.
ومضى سموه بقوله: حملة سلامتي مسؤوليتي التوعوية تهدف إلى مكافحة تزايد الحوادث وما ينجم عنها من إصابات ووفيّات في المنطقة وتجسيد الأمن المروري في الميدان من خلال برامج وحملات توعوية وضبطية مدروسة وهادفة تشمل مدينة بريدة وجميع المحافظات والمراكز والهجر بمنطقة القصيم من شأنها تعزيز إدراك الجمهور لأهمية السلامة المرورية، وتستهدف جميع شرائح المجتمع من مختلف الأعمار والجنسيات، وتتناول العديد من العناصر المهمّة والمؤثرة في السلامة المرورية.
وأكد نائب أمير منطقة القصيم أن الحملة تشارك فيها أكثر من عشرين جهة حكومية، بالإضافة إلى عدد من الشركات بالقطاع الخاص. مؤكداً سموه أهمية تفاعل الجميع مع توجهات الحملة، متمنياً في الختام أن تحقق الحملة الأهداف السامية من إطلاقها.
يشار إلى أن الحملة دشنها سموه وتحمل في طياتها الكثير من البرامج والأنشطة المتنوعة كالندوات والمحاضرات التوعوية، إضافة إلى المسابقات والدورات والمعارض واللوحات والملصقات الهادفة إلى ترسيخ رسالة الحملة في المجتمع والمساهمة في الحد من كوارث الطرق التي باتت تشكّل أرقاماً فلكية في المملكة.
وتتضمن ست مراحل توعوية وضبطية في الميدان، قسمت إلى ست مراحل تحمل ستة عناوين مهمة، جاءت كالتالي: (قيادة صغار السن - السرعة الزائدة - تجاوز الإشارة - استخدام الجوال أثناء القيادة - حزام الأمان - السيارات الملوثة للبيئة - الدراجات النارية والهوائية).
من جانبه ثمّن المدير العام للمرور بالمملكة المكلف العميد سليمان بن عبدالرحمن العجلان اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم - وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة القصيم - بإطلاق حملة سلامتي مسؤوليتي التوعوية, مشيداً بمبادرة سمو نائب أمير منطقة القصيم بإطلاق هذه الحملة الهادفة التي تساهم مساهمة فاعلة في نشر الثقافة المرورية بأوساط المجتمع.
وقال العميد العجلان: إننا في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات في ظل النزيف الكبير الذي تخلفه حوادث المرور بالمملكة بشكل يشكل قلقاً كبيراً على الأسر والمجتمع بأسره. لافتاً إلى أهمية نشر الوعي المروري لتحقيق السلامة المرورية بإذن الله.
وأشاد العميد العجلان بتوجهات وأهداف الحملة ورسالتها السامية، مؤكداً أهمية تكاتف الجميع لبث الوعي لدى الشباب والمجتمع بشكل عام بدءًا من الأسرة والمدرسة التي يقع على عاتقهما الكثير في سبيل ترسيخ مفاهيم السلامة المرورية وأهمية احترام الأنظمة لنحفل بمجتمع حضاري خالياً من الكوارث المرورية.
ولم يستبعد العميد العجلان تعميم مبادرة حملة مسؤوليتي سلامتي التوعوية في جميع مناطق المملكة، مشيراً إلى أنهم بانتظار تقارير الحملة ومخرجاتها بمنطقة القصيم، مبدياً تفاؤله بنجاح كبير للحملة ولاسيما في ظل متابعة سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه الذي يتابع شخصياً مسيرة الحملة وبرامجها المتنوعة، لافتاً إلى أنهم يعملون بشكل جاد على ضبط الحركة المرورية بشوارع وطرقات المملكة من خلال التركيز على نشر الوعي في المقام الأول وضبط المخالفات المرورية، متمنياً تحقيق الحملة لأهدافها السامية المنشودة منها.
وقدّم العجلان في ختام حديثه شكره وتقديره إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على دعمه اللامحدود للقطاعات الأمنية بالمملكة، مثمناً متابعة واهتمام سمو نائبه للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بكل ما من شأنه رقي الخدمات الأمنية والمرورية بأرجاء الوطن.
المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم الأستاذ فهد بن عبدالعزيز الأحمد أكد أن هذه البرامج المطروحة في المدارس تأتي إنفاذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة القصيم - متبنياً هذه المبادرة الرائعة التي من شأنها بث الوعي في أوساط المجتمع, واستشعاراً من قبل التربويين لدور المدرسة في غرس المفاهيم المرورية في نفوس الطلاب.
وقال الأحمد: نقدر لسموه هذا التوجه الذي يجسّد بُعداً إنسانياً رائعاً وعمقاً حضارياً لافتاً للمساهمة في بناء سلوك مروري إيجابي لدى جميع فئات وشرائح المجتمع.
وأشار الأحمد إلى أنه قد تم التأكيد على المدارس لتفعيل محاور الحملة داخل أسوار المدارس للمساهمة في نشر الثقافة المرورية لدى الطلاب وتزويد إدارة النشاط بتقارير أسبوعية لما تم تنفيذه خلال الأسبوع.
وشدد الأحمد في الختام على أن مبادرة سموه تحمل رسالة سامية لن تصل إلا بتكاتف الجميع وتفاعلهم لنساهم معاً في الحد من نزيف الحوادث التي باتت أرقامها تشكل هاجساً مخيفاً للمجتمع بأسره.
فيما أشاد مدير إدارة مرور منطقة القصيم العقيد عبدالعزيز بن إبراهيم الخلف بمبادرة سمو نائب أمير منطقة القصيم بإطلاق هذه الحملة الهادفة التي ستساهم في نشر الوعي المروري لدى المجتمع من خلال التركيز على أهمية الالتزام بالقواعد المرورية واستشعار مخاطر مخالفة الأنظمة التي ينتج عنها حوادث كوارثية أودت بحياة الكثيرين وتسببت في معاناة البعض منهم بإعاقات جسدية أو عقلية ونحوها, مؤكداً أهمية استحضار الجميع لأهمية تأدية هذه الرسالة في سبيل إيقاف نزيف الحوادث المرورية.