شدتني مقالة الأستاذ (عبدالله آل الشيخ) الحارس الدولي سابقاً التي كتبها الأسبوع الماضي بعنوان (الإعلام الرياضي سابقاً وحالياً.. تحدث فيها عن تجربته الرياضية مع الإعلام منذ ظهوره عام 1389 كحارس مرمى للفريق الكروي بنادي الشباب والمنتخب الأول آنذاك واختتم مشواره الرياضي في موسم 1398 حيث كشف عبر مقالته الثرية المدججة بالتجربة.. ما لمسه في المجال الإعلامي أن هناك كوادر مهنية على قدر كبير من الطرح والنزاهة والمصداقية تحرص على نقل الحدث والتفاعل مع معطياته بكل أمانة وموضوعية بعيداً عن الاعتبارات الذاتية والمصالح الشخصية، بل جسدوا صور النزاهة والأمانة وتكريس المفهوم الحقيقي للرسالة الإعلامية بمكوناتها العلمية واتجاهاتها المهنية وأهدافها التربوية وقيمها السامية.. ولعل أبرز هذه النماذج الإعلامية والقامات السامقة.. التي استشهد بهم - آل الشيخ - في مقالته.. الأستاذ تركي العبدالله السديري رئيس تحرير جريدة الرياض والأستاذ خالد حمد المالك رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) والدكتور هاشم عبدهاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ - سابقاً - والأستاذ محمد الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم، والأستاذ محمد الحجلان وعثمان العمير.. وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي قدمتهم تلك الحقبة الماضية وما زال أغلبهم يتبوؤون المواقع القيادية في صحفنا المحلية بكل مهنية ونجاح، وربما نجد أن معظم هذه القامات السامقة.. كانت تختزن ميولها الرياضي، لكن لم تؤثر في مسيرتهم الإعلامية أو تحد من نجاحهم وتثبط أمانتهم الصحفية أو انتهجوا سياسة التعصب والطعن في الذمم والنيل من الآخرين بصوة خارجة عن أخلاقيات المهنة وأدب الإعلام.. بل ساهم هذا الجيل الكبير بمهنيته وهمته وثقافته في إرساء مناخ إعلامي رياضي سليم بمصداقية وموضوعية وبالتالي التأثير الإيجابي على الوعي الجماهيري، فضلاً عن نشر الأخلاق والثقافة الرياضية وتعزيز بلورة الرؤية الإعلامية بما يتوافق ومعطيات تلك الفترة الماضية.. بعكس ما نشاهده اليوم في ظل الانفتاح العولمي وثورة المعلومات والاتصالات والصيرورة المهنية.. نجد بعض الإعلاميين لم يقدروا أمانة القلم وشرف الكلمة وبالتالي أخذوا في إشاعة التعصب والقذف والتجاوزات الخطيرة وممارسة الأساليب التي لا تتماشى مع قيم ومبادئ وأخلاقيات المهنة.. فهناك من ساهم في النهوض بالقالب الإعلامي الرياضي والرقي برسالته السامية وأهدافه التربوية.. وفي الوقت ذاته تاهت الرسالة الإعلامية بين من دخل الإعلام بحثاً عن الثروة والشهرة وما زالت تعمل وفق الأهواء والميول المتعصبة والإقليمية غير السوية، وفئة أخرى تكرس أقلامها في تنمية التعصب الممقوت ونشر ثقافة الإساءة والتجريح بطريقة تنتهك معها كل المبادئ المهنية والقيم الأخلاقية.. وأتصور أن (آل الشيخ) بمقالته الجميلة ورؤيته المنبثقة من تخصصه وخبرته الرياضية كشفت في مقارنة مهنية بين الأمس واليوم.. أن إعلامنا الرياضي الحالي يحتاج إلى تدخل مباشر من (الرقيب) واتخاذ القرارات الحازمة ضد أي تجاوز أو خروج عن قواعد الأدب أو كل من يتعمد إيذاء الآخرين وجرح مشاعرهم والنيل منهم بطريقة سافرة وتهكمية لا يدركون عواقبها وإرهاصاتها وانعكاساتها السلبية على ثقافة المجتمع بشكل عام.. ومثل هؤلاء قد يكون مكانهم في المدرجات أو التواجد في المنتديات فالإعلام عملية تربوية ومهنة أخلاقية.. لا تقبل زمرة التعصب بجهلها الفاضح وحقدها المتراكم وأفكارها الساقطة التي آن الأوان أن تتوقف خصوصاً مع ثورة الاحتراف بالدوري السعودي، التي تحتاج أيضاً إلى صحفيين محترفين بعيدين عن النظرة القاصرة.. تواكب هذا النظام الحيوي والتفاعل معه بكل وعي ورقي ونضج مهني..
***
* يقول رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الإيطالي (جياني ميرلو): إن استخدام منهج (البحث العلمي) والحقائق والأرقام يقلل من الآراء المتحيزة غير المنصفة.. ترى هل وصلنا إلى ثقافة التعامل مع (البحث العلمي) في قضايا الرياضية والإعلامية..؟
* المهنيون الكبار هم من يتركون مواقعهم.. تتحدث عنهم حتى بعد ترجلهم ومغادرة المنصب لأنهم وبكل اختصار كرسوا المفهوم الحقيقي للرسالة المهنية وأهدافها التربوية.. هكذا أثبت النزيه الأمين (خلف ملفي) أنه أستاذ بدرجته المهنية وفكره الراقي وأدبه الجم وهو يغادر واحة (القلم النزيه) الخضراء في الصحيفة الدولية.
* الاستفادة من أفكار ورؤى وخطوات الرمز الرياضي (خالد العبدالله) التطويرية قد تكون بوابة العبور إلى المضمون وإلى الوهج الرياضي.
* البروفيسور الأهلاوي (عبدالرزاق أبو داود) يثبت يوماً بعد يوم أنه كبير بقيمه الأخلاقية وخصائصه السلوكية ورؤيته الناضجة، عندما يطل عبر النافذة الإعلامية ويتحدث بلغته الراقية.
* يأكلون خبزهم من فضائح الآخرين.. وإيذاء عباد الله (لا حول ولا قوة إلا بالله).
k-aldous@hotmail.com