بريدة - ناصر الفهيد
تحوّلت المنازل في مدينة بريدة إلى ما يشبه الأفران.. فالحرارة العالية التي تمر على المنطقة هذه الأيام تزامنت مع الانقطاع المستمر للكهرباء الأمر الذي جعل المنازل تفوح بالحرارة التي تشبه حرارة أفران الخبز بعدما توقفت مكيفات الهواء.. الأزمة التي تحدث الآن في منطقة القصيم وما جاورها من مناطق مثل الزلفي وغيرها ممن يعتمدون على توليد الكهرباء من محطة القصيم سببت الخسائر المادية بخلاف الأضرار الأخرى.. فالأجهزة الكهربائية الحساسة تأثرت كثيراً وتعطل كثير من أجهزة الكمبيوتر والثلاجات والتلفزيونات المطورة وتكبد أصحابها الخسائر جراء توقف الكهرباء ومن ثم عودتها في أقل من عشر ثوان قبل أن تتوقف بعدها لساعات.. وهذه الخسائر من سيكون المسئول عنها ومن سيقوم بتعويض هؤلاء المتضررين خاصة والأجهزة غالية الثمن..
يوم أمس الأول الاثنين واصلت أزمة الكهرباء هوايتها مع أهالي القصيم حيث تعطلت الكهرباء في حي الصفراء وحي النور وعدد من الأحياء الحديثة بمدينة بريدة وقد تعطلت الكهرباء منذ الخامسة عصراً ولم تعد للحياة إلا مع بزوغ فجر اليوم التالي في الرابعة والنصف فجراً أي أنها توقفت حوالي 12 ساعة وقد حثنا بعض الساكنين هناك إلى أن هذا الانقطاع الطويل أجبر بعض سكان الحي للانتقال للسكن في الفنادق والشقق المفروشة بينما بقية سكان الحي توجهوا للسطوح للنوم فيه ليلاً بحثاً عن نسمة هواء ليلية وحتى لو كانت ساخنة، وهذه العودة للسطوح تعيدنا إلى أكثر من ثلاثين عاماً، بيوت الطين وعشق الأهالي للنوم في سطوحها!!
في حديث ل(الجزيرة) مع أحد المصادر المطلعة في شركة كهرباء القصيم صباح أمس الثلاثاء كشف أن أحمال القصيم أكثر مما تنتجه مكائن التوليد حيث تنتج حوالي 300 ميغاوات، بينما القصيم تستهلك 1600 ميغا وات وهو فارق كبير، اضف إلى أن القصيم فيها 130 ألف عداد مشترك يعمل وكل هذا يزيد الاحمال على محطة التوليد التي تسير للأسف عن توربينات منذ أيام الكهرباء المركزي قبل نحو ثلاثين عاماً، حيث إن هناك 9 توربينات قديمة فيها طوال هذه السنوات مع بضع التوربينات الجديدة التي اضيفت لها قبل فترة واعتقد أن الشركة تتحمل الأسباب، فهي من يملك الحل وهو زيادة انتاجية مكائن التوليد 400 ميغاوات اضافية وتركيب توربينات جديدة والتعاون مع المناطق الأخرى للأخذ من الفائض منهم مثلاً المدينة المنورة تأخذ من ينبع وهذا قلل الاعطال والتوقف لديهم بعكس منطقة القصيم..
وكشف المصدر المطلع أن الشركة أمس اصدرت قراراً بايقاف تركيب العدادات للمشتركين الجدد ولا ندري لماذا نجعلهم الضحية رغم دفعهم للرسوم وكان الافضل هو البحث عن حلول أكثر إيجابية للمواطنين بدلاً من اتخاذ مثل هذا القرار.
يجدر بالذكر إلى أن انقطاع الكهرباء أثر أيضاً على الأعمال والمشاريع والبنوك في المنطقة وهو الأمر الذي يسبب الخسائر كذلك لأصحاب العلاقة.