ينظر الأمريكيون -وبالذات الرؤساء- إلى المنطقة العربية من خلال المصلحة الإسرائيلية أولاً، فالمنطقة والتي يصرون على تسميتها بالشرق الأوسط لإيجاد مكان لإسرائيل، إذ لا يمكن احتساب هذه الدولة المفروضة على المنطقة كجزء من مصطلح المنطقة العربية، أما مصطلح الشرق الأوسط فيتسع لإسرائيل وإيران وتركيا وحتى أفغانستان وهذا ما أفصحت عنه الدراسات والكتب التي روجت للشرق الأوسط.. الصغير والكبير..!!
المهم.. الأمريكيون يرون أن الشرق الأوسط صغيره أو كبيره إنما يدور حول إسرائيل، وحتى أوباما الذي حاول أن يقنع الدول الإسلامية والمسلمين كافة أن نهج التغيير الذي يقوده لإصلاح ما خربته الإدارات الأمريكية السابقة، ويصلح العلاقة مع المسلمين، لم يستطع التخلص من وجود وضع مصلحة إسرائيل قبل كل شيء.. وطبعاً قبل مصالح المسلمين جميعاً ودولهم السبع والخمسين، والمليار ونصف المليار إنسان فالرئيس أوباما وحتى في كلمته كان حريصاً على أن يوازن ما بين ما يقدمه من ثناء على المسلمين وحضارتهم وإسهامهم في تقدم العلوم على أن لا ينسى اليهود، ولذلك ذكر محرقتهم مبالغاً في أرقام الضحايا متناسياً ما تعرض له ويتعرض له حالياً ضحاياهم الفلسطينيون الذين تعرضوا للإبادة التي لم يستثنى منهم الأطفال الذين لاحقتهم القذائف وصواريخ الطائرات المقاتلة حتى في مدارسهم التي تهدمت فوق رؤوسهم ورؤوس عوائلهم الذين هربوا إليها هرباً من عدوان الإسرائيليين على غزة الذي غاب عن خطاب أوباما الذي هللنا لفقراته جميعاً، ولم نقرأه جيداً، في حين قرأه الإسرائيليون بتمعن وبالذات رئيس حكومتهم الذي عرف كيف يخدع أوباما، أو لنقل ليجاريه في خداع العرب أولاً والمسلمين ثانياً، فنتنياهو وافق على طلب أوباما بحل الدولتين إسرائيل كدولة يهودية خالصة..!! ودويلة فلسطينية ليست من صفات الدول سوى علم، ونشيد وطني.. دويلة بدون جيش ولا عاصمة تذكر، ولا سيادة.. ولا حدود..!! ومع هذا فقد تلقى أوباما هذا العرض العنصري الذي يطلب إطلاق دولة عنصرية مقصورة على اليهود في القرن الواحد والعشرين.. مقابل محمية للفلسطينيين.. بقعة يعيشون فيها تحت رحمة جلاديهم.
أوباما رحب بعرض نتنياهو.. ولا ندري من خدع منْ..!! وهل نظل نحن المسلمين منخدعين حتى بعد أن انكشفت المواقف.
***