هللنا واستبشرنا بانتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، خلفاً للرئيس السابق الذى آذى دول و شعوب العالم وأساء إلى أمريكا خلال ولايته على مدى ثماني سنوات، وتوقعنا من الرئيس الأمريكي الجديد أن يقدم للعالم، وتحديداً لأشقائنا الفلسطينيين، رؤية عادلة للسلام، غير أن خطابه في جامعة القاهرة الذي ألقاه في اليوم السادس من شهر يونيو عام 2009م، لم يضف أي جديد إلى ما كان قد قاله أسلافه الرؤساء الأمريكيون السابقون منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن.
|
وقد رأيت أن أسجل رؤيتي عن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما شعراً، مشاركة مني مع من كتب عن صدمته من هذا الخطاب، وبخاصة أن رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو سارع بعد هذا الخطاب إلى تفريغ كل مبادرات السلام المطروحة للحوار من مضمونها في خطاب عدواني، أكد من خلاله على الدولة اليهودية وعاصمتها القدس واعتراف الفلسطينين بها واستمرار بناء المستعمرات اليهودية مع عدم قبول إسرائيل بعودة الفلسطينيين إلى ما أسماها «الدولة الفلسطينية» التي اقترحها منزوعة السلاح.
|
ومع خطابي أوباما ونتنياهو وتزامنهما في طرح رؤية جديدة للسلام المزعوم بالمنطقة، أقول تأكيداً على أقوال سابقة نشرت لي: إن المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وحتى الآن، ستظل هي الأمل - بعد الله - في الدفاع المشرف عن حقوق العرب والمسلمين، وفي طليعتها وأهمها القضية الفلسطينية، بما في ذلك الموقف الثابت لتحرير القدس الشريف من الغاصب المحتل ولن يضيع حق مادام أن هناك من يطالب به ويدافع عنه.
|
تأمَّلت فيما قال باراك أوباما |
فألفيت ما أبداه حول الحمى حاما |
ومن ذا الذي يدنو إلى مستوى امرئ |
تجلَّى بميدان السياسة مقداما؟ |
حَصيفٌ له عند التحدُّث قدرة |
تُنمِّق لحن القول سبكاً وإحكاما |
إذا غاص في بحر القضايا رأيته |
يفوق أساطين الورى كيفما عاما |
وإن صاغ معسول الكلام تهلَّلت |
أسارير كل القوم عُرْباً وإسلاما |
وذو الجوع إن ألهيته بمحبَّب |
من القصص المغري بألفاظه ناما |
وإن لم يكن في القِدْر إلا حجارة |
يُمَوسق من تقليبها الماء أنغاما |
هو العبقريّ الفَذُّ شقَّ طريقه |
إلى المنصب الأعلى فحقَّق ما راما |
أخو ثقة بالشعب ليس بأرعنٍ |
عثا في بلاد الله بطشاً وإجراما |
عثا ورؤوس الشر من حول عرشه |
مهمَّتهم أن يزرعوا الذعر والساما |
طواغيت كِبْرٍ سيطروا فتفرعنوا |
لتنقلب الدنيا عبيداً وخُدَّاما |
ونحن الأُلَى أضحى لنا الذل شيمة |
وصرنا جماعات تُدَاس وأقواما |
نسام ولا مرعى يطيب نباته |
ويجتهد الراعي إذا سام أنعاما |
ونبدو أسوداً عند خيرة أهلنا |
وعند أعادينا خرافاً وأقزاما |
وللسلم نادى الخيِّرون فما جنوا |
بمسعاهمُ إلا سراباً وأوهاما |
ولو كان من شادوا الكيان يَهمُّهم |
سلام لغير الغاصبين لما قاما |
هو الحق من يطمح إلى عزِّ أمة |
فلا بد في دنياه أن يرفع الهاما |
وأن يجعل التصميم سيفاً بكفِّه |
أمام من احتلوا ثرى القدس صمصاما |
فمن كان أسلوب التمسكن دأبه |
قضى عمره يقتات ذلاً وآلاما |
مساكين نحن العُرْب يكفي نفوسنا |
مجاملة من ساسة الغرب إكراما |
وإن منِّ بالقول الجميل مُفوَّه |
هتفنا وردَّدنا: نحبك أوباما |
|
|
|