كتب - أحمد الغفيلي
** في لقاء الليلة في ختام مشوار الأخضر المونديالي يقع على عاتق الجماهير السعودية الدور الأكثر فعالية لتخطي آخر محطات التأهل بنتيجة إيجابية ستكون بحول الله دافعاً للصقور للقبض على بطاقة الدخول بالمعترك العالمي 2010م مباشرة وبعيداً عن الدخول بحسابات معقدة وبغض النظر عن ما ستؤول إليه نتيجة مواجهة إيران بالمتصدر والمتأهل تلقائياً كوريا الجنوبية.
** مواجهة كوريا الشمالية فرصة لصقورنا لاستعادة هيبة الكرة السعودية قارياً وتأكيد علو كعبها وأحقيتها بلا منازع بزعامة كبرى قارات العالم كروياً لسنوات طويلة امتدت لأكثر من عشرين عاماً ماضية حفلت بانتصارات ولحظات تتويج تواصلت عبر أجيال متعاقبة لم تتوقف برحيل نجم أو توقف عطاء آخر أو مغادرة جهاز تدريبي أو إداري بقدر ما كانت ولازالت ترتكز على جهد خرافي وبذل وعطاء زرع بذرته الراحل فقيد الرياضة السعودية، وحافظ عليه وعززه وجه السعد وأمير الرياضة العربية بطموح لا حد له، معبر عن ثقة القيادة بشباب الوطن وقدرتهم على الحسم وكتابة منجز جديد بصفحات مضيئة ثرية وغنية بمكتسبات بمختلف الأنشطة الرياضية فردية وجماعية.
** الكرة السعودية ممثلة بمنتخباتها وفرقها ولله الحمد لها نصيب الأسد من الألقاب إقليمياً وعربياً وقارياً بمختلف الفئات السنية وبمشيئة الله عشاق الأخضر على موعد مع إنجاز غير مسبوق عربياً وآسيوياً بالتواجد بالمونديال لخمس دورات متتابعة بداية بمونديال 1994م ولغاية جنوب إفريقيا 2010م وهو ما لم تحققه منتخبات عريقة وأسماء كبيرة سبقتنا ممارسة ومنافسة بعقود.
** الجماهير السعودية العاشقة والمتيمة بحب الأخضر والمتفردة بتواجدها وتفاعلها وشغلها مقاعد درة الملاعب كاملة في مناسبات سابقة حققت خلالها أرقاماً قياسية خليجية وعربية وقارية تجاوزت القدرة الاستيعابية لإستاد الملك فهد تدرك أن بمقدورها دفع نجومنا وتحفيزهم معنوياً وأخذ المبادرة للتأثير على الطرف الآخر بما يكفل للصقور استثمار حالة الارتباك المعتادة لأعتى المنتخبات التي فشل غالبيتها تباعاً في مقاومة الدعم الجماهيري والتكيف مع الأجواء الخاصة والمثيرة والاستثنائية المتزامنة مع اكتساء جنبات درة الملاعب حلته الخضراء في وقت تغيب فيه ألوان الأندية وشعاراتها وتتوحد أصوات محبيها ومشاعرهم خلف منتخب يحظى بالأولوية ويهيمن على جل الاهتمام ويمنح كل ذروات الانتماء.
** (جماهير الوفاء) وهو الوصف الأكثر تعبيراً عن حالة الارتباك العاطفي والوجداني ما بين صقور القارة ومحبيهم لهم مع مواجهة الليلة موعد مماثل لما حدث بسنوات ماضية وتحد آخر لإثبات أنهم بالفعل مع الأخضر قلباً وقالباً مهما تغيرت الأسماء وتبدلت هوية النجوم والأجهزة الإدارية والفنية.
** أمام كوريا الشمالية وكما كان المشهد بمواسم سابقة وبحضور أعتى الفرق التي تناوبت التواجد وخاضت تجارب تنافسية أمام الأخضر المدعم بآلاف من جماهيره نتطلع إلى ملحمة جماهيرية ختامها احتفالية بحول الله بثلاث نقاط وفوز صريح من فم منافس شرس لا يمكن ضمان تخطيه ومتطور يلعب كرة واقعية وبتجانس ولياقة بدنية هائلة وسرعة بالارتداد وتغطية المناطق الخلفية وبتوفيق الله ودعم عشاق الأخضر وتواجدهم خلف غول آسيا الأفضلية لأخضرنا مهما كانت قوة وشراسة الطرف الآخر.